على إيقاع هذا التنوع الموسيقي، يودع المهرجان الجمهور، الذي استمتع بسهرات فنية طيلة خمسة أيام، جمعت فرقا مغربية ومجموعات موسيقية أوروبية. وكشف مجيد بقاس، المدير الفني للمهرجان عن الجانب المغربي، أن هذه التظاهرة تميزت بحضور المرأة التي أطلت على الجمهور في جميع سهرات المهرجان، وأتحفته بلوحات موسيقية هزت جنبات موقع شالة الأثري. وقال بقاس، في تصريح ل "المغربية"، إن برمجة هذه الدورة العشرين للمهرجان تميزت كذلك بتنوع موسيقي شمل خمسة أنماط موسيقية، ويتعلق الأمر بموسيقى عيساوة المتمثلة في زكريا الصويري، وكناوة التي قدمها الفنان مصطفى باقبو، والملحون بإطلالة نسائية بصوت الفنانة الرائعة سناء مرحاتي، والموسيقى العربية التي أداها عبد الإله الميري يوسف المدني، والموسيقى الأمازيغية، التي أدتها مجموعة "إنوراز" من أكادير في افتتاح التظاهرة. وأبرز، في السياق نفسه، أنه ركز في الدورة العشرين لمهرجان الجاز شالة احتفالا بمرور عقدين من النجاحات الفنية، على اختيار خمسة فرق موسيقية، لأن المغرب غني بالتنوع الموسيقي، مشيرا إلى أنه بعد دورات سابقة، أمتعت الجمهور الوفي لهذا الموعد السنوي، أصبح من الضروري التعريف أكثر بهذا الموروث الموسيقي المغربي، خصوصا أن المهرجان يشهد مشاركة موسيقيين كبار يمثلون مختلف البلدان الأوروبية، معتبرا هذا العرس الفني فرصة مناسبة للوقوف أكثر على غنى وتنوع الفن المغربي. وقال مجيد بقاس "أنا سعيد للغاية بالمشوار الذي قطعناه منذ انطلاق المهرجان. فقد تحولت العديد من اللقاءات الموسيقية التي اشتغلنا عليها إلى مشاريع موسيقية حقيقية عبرت حدود المغرب. كما مكن المهرجان العازفين فرادى غير معروفين من تطوير قدراتهم الارتجالية وتعزيز التبادل والحوار الفنيين مع نظرائهم الأوروبيين." وافتتحت الدورة العشرين لمهرجان الجاز بشالة بإيقاعات أصيلة أدتها مجموعة غاباشو ماروكونيكشن وثلاثي "موبو" الفنلندي، إلى جانب فرقة إينوراز الأمازيغية. وتتشكل المجموعة الأولى من ثمانية موسيقيين مغاربة وفرنسيين وإسبان يؤدون صنفا قويا ومتميزا من الجاز بآلات عصرية وتقليدية. وقد نقلت هذه الفرقة المتميزة الجمهور الحاضر إلى أجواء تمزج بين عوالم موسيقية مختلفة مستعملة آلة الكمبري، المتأصلة في الثقافة الكناوية، التي تتزاوج بشكل رائع مع آلتي البيانو والساكسون. وينسج هذا المزج بين التقاليد الموسيقية من حيث الآلات والأصوات (الأمازيغية، الفلامنكو، كناوة، الإفريقية...) روابط متينة تسمو به إلى لقاء مثمر، حيث تهيمن الرغبة في الأداء الجماعي، عزفا وغناء، وتحول كل حفل إلى عيد حقيقي. وخلال الجزء الثاني من السهرة، كان للجمهور موعد مع ثلاثي "موبو" الذي نقله في جولة سحرية بطابع فنلندي بين فني الجاز والبانك، إذ يستلهم الموسيقيون إبداعهم من الجاز وبانك سنوات السبعينات والطبيعة الفنلندية. وقد أدى أعضاء هذه الفرقة مقطوعات موسيقية إلى جانب فرقة إينوراز التي تتكون من أربعة موسيقيين الذين أبدعوا في أداء مقطوعات تراثية مع الانفتاح على إبداعات حرة متألقة على آلات تقليدية الرباب ولوتار والكمبري والطامطام والناقوس والطعريجة وغيرها، فضلا عن الدف الإيراني والطبلة الهندية وغيرهما. وتنظم هذه التظاهرة كل سنة تحت شعار "الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية" بمبادرة من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع وزارة الثقافة وولاية سلا-زمور-زعير والمعهد الفرنسي وبالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدة في المغرب ومعاهدها الثقافية.