سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حملات أمنية مكثفة ضد الجريمة تسقط 1294 في يوم واحد الحرب على الفيديوهات المفبركة للجرائم تكشف حقائق مثيرة
1048 متهما ضبطوا في حالة تلبس باقتراف جنايات وجنح مختلفة
أظهرت هذه الحرب أن أغلب هذه الفيديوهات مفبركة، وأن بعضها يوثق لأفعال إجرامية مرتكبة في بلدان أخرى، أو شجارات ثنائية تدخلت عناصر الشرطة وأوقفت المتورطين فيها. وجاء التوصل إلى هذه النتائج، حسب ما كشفه مصدر مطلع ل"المغربية"، بعد تحريات دقيقة أنجزت من قبل مختبرات تحليل الآثار الرقمية، منها المختبر المركزي في المديرية العامة للأمن في الرباط. وأكد المصدر ذاته أن هذه المختبرات اشتغلت على فيديوهات توثق لجرائم وهمية ارتكبت في 4 مدن، ويتعلق الأمر بالقنيطرة، وفاس، والقصر الكبير، والدارالبيضاء، مشيرا إلى أن أحد الفيديوهات، الذي ادعى مروجوه أنه يوثق لاعتداء في العاصمة الاقتصادية تبين أنه يتعلق باعتداء وقع في تركيا، بينما كان الآخر، الذي تضمن التبليغ عن جرائم غير حقيقية وتهويلا لاعتداء جسدي، وراء إلقاء القبض على أربعة أشخاص وإيداعهم سجن عكاشة. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني جندت، مباشرة بعد نشر هذه الفيديوهات، عناصر مصلحة الجرائم المرتبطة بالتقنيات الحديثة، التي يرتبط بها مختبر تحليل الآثار الرقمية، والذي يتوفر على مختبرات جهوية في فاس، ومراكش، والعيون، إلى جانب مختبر بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء. وأفاد مصدر "المغربية" أن الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية الحديثة لهذه المختبرات مكنت من رصد التلاعبات في التسجيلات، التي جرى تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، كما ساهمت في فك لغز مجموعة من جرائم الابتزاز الجنسي، وأخرى تتعلق بقرصنة الحسابات البنكية عبر الشبكة العنكبوتية. هذه المجهودات المبذولة في العالم الافتراضي للمس بالشعور بالأمن لدى المواطن عبر الترويج لارتفاع معدلات الجريمة، واكبتها حملات أمنية مكثفة على أرض الواقع، أسفرت، يوم الأحد الماضي، عن إيقاف 1294 شخصا في مجموع المدن المغربية، لتورطهم في ارتكاب أفعال إجرامية. وأوضحت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ لها، أن من بين هؤلاء الموقوفين 1048 مشتبها بهم جرى ضبطهم في حالة تلبس باقتراف جنايات وجنح مختلفة، بينما أوقف 246 شخصا كانوا يشكلون موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني من أجل جرائم خطيرة مثل السرقات المشددة، والاعتداءات الجسدية، والاتجار في المخدرات، وغيرها. وأضاف المصدر نفسه أن هذه العمليات الأمنية المكثفة استهدفت جميع الظواهر الإجرامية، خاصة تلك المقرونة باستعمال السلاح الأبيض أو التهديد به، إذ جرى حجز 32 سكينا من مختلف الأحجام والأشكال، فضلا عن حجز كميات من المخدرات تتوزع بين كيلوغرام و45 غراما من مخدر الحشيش، ولترين من مخدر الكوكايين السائل المركز، و47 قرصا مخدرا. وتندرج هذه العمليات الأمنية المكثفة، المتواصلة في مجموع المدن المغربية، يوضح البلاغ، في إطار استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، التي تراهن على ضمان أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم، وتعزيز الإحساس والشعور بالأمن، والمحافظة على الأمن والنظام العامين، وذلك من خلال تدعيم العمليات الاستباقية لمواجهة الجريمة، وتعزيز الحضور الأمني في الشارع، واستهداف الأشخاص المبحوث عنهم. وفي الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، سجل، حسب معطيات رسمية، انخفاض، في عدد السرقات الموصوفة، إذ أنها بلغت 4952 حالة، في حين كانت وصلت، في الفترة نفسها من السنة الماضية، إلى 4978 حالة، أي بمعدل تراجع حدد في 20 حالة. وفي ما يخص السرقات المقترنة بالعنف في الشارع واعتراض سبيل المارة، فتراجعت من 5189، في الستة أشهر الأولى من السنة الماضية، إلى 4773، في الفترة نفسها من السنة الجارية، مسجلة تراجعا حدد في 416 حالة. يشار إلى أن الاستراتيجية الجديدة للمديرية العامة للأمن الوطني، منذ تعيين عبد اللطيف الحموشي على رأسها، أثمرت، بين 25 ماي و30 يونيو المنصرمين، إيقاف 44 ألفا و223 شخصا للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جنايات وجنح مختلفة. وأفاد بلاغ للمديرية أن استقراء هذه المؤشرات الإحصائية يظهر أن من بين الأشخاص الموقوفين هناك 26 ألفا و890 مشتبها بهم ضبطوا في حالة تلبس بارتكاب أفعال إجرامية، و13 ألفا و698 شخصا كانوا يشكلون موضوع مذكرات بحث لتورطهم في ارتكاب جنايات خطيرة، من قبيل السرقات المشددة، وجرائم الاغتصاب، والقتل العمد والاختطاف والاحتجاز، في حين، أوقف 370 شخصا لتورطهم في قضايا الاتجار في المخدرات، و3265 شخصا في إطار العمليات الأمنية المنجزة في محيط المؤسسات التعليمية. وأوضح المصدر نفسه أن التحليل النوعي لهذه البيانات الرقمية يشير إلى أن أغلب الموقوفين في حالة التلبس، أو بناء على مذكرات بحث، ضبطوا على خلفية تورطهم في قضايا إجرامية، تؤثر سلبا على الإحساس بالأمن لدى المواطنين، خاصة جرائم السرقات الموصوفة، والجرائم الجنسية المقرونة بالعنف، والضرب والجرح بالسلاح الأبيض، وجرائم العنف المرتكب في المحيط المدرسي.