لتجاوز هذه الوضعية، وتفادي مشاكل صحية، يحذر اختصاصيو الحمية والتغذية من تبني سلوكات غذائية خاطئة، من شأنها الإضرار بالجسم بشكل عام وبالجهاز الهضمي على وجه خاص. ويسبب الإفراط والمبالغة في تناول الأكل أيام عيد الفطر، بشراهة وبكميات كبيرة، وخلال فترات قصيرة، في الإصابة بمشاكل عسر الهضم وإجهاد المعدة. ويعود السبب إلى تعود وظيفة المعدة على نظام معين خلال شهر رمضان، ما يجعلها تحتاج إلى فترة تهيئ انتقالية وبشكل تدريجي، على الأقل إلى غاية اليوم الثالث من أيام الفطر، ليستعيد الجهاز الهضمي نشاطه من جديد. قال نبيل العياشي، طبيب اختصاصي في الحمية والتغذية بمستشفى ابن سينا بالرباط، في تصريح ل"المغربية"، إن من المفيد الحرص خلال الأيام الأولى على شربة "البلبولة" أو "السميدة"، لأنها تحتوي على سكريات سريعة الهضم، وعلى بروتينات ودهنيات، تلعب دور المنبه للجهاز الهضمي لإفراز أنزيمات لتسريع وتيرة الهضم. كما ينصح بالإقلال من تناول المكسرات والحلويات الدسمة، مثل "الشباكية"، والحلويات غير المحضرة في البيت، ومجهولة المكونات أو المضافة إليها الملونات الصناعية. وأوصى العياشي بتناول الفطائر، التي تحضر بالبيوت، لكن دون إفراط، مع تناول الفواكه والعصائر، وتحضير وجبة غداء خفيفة وسهلة الهضم لتجنب عسر الهضم، والابتعاد عن تناول الأغذية بأنواعها دون مواعيد محددة. وشدد على ضرورة عدم الأكل إلى حد الشعور بالشبع، لتجنب حدوث خلل في وظيفة الجهاز الهضمي، مع أخذ وجبات متفرقة ومتباعدة خلال اليوم، لتفادي عسر الهضم.