منحت جائزة شمال - جنوب 2014 لأزولاي تقديرا له على إسهامه في مسلسل السلام بالشرق الأوسط، وخصوصا تعزيز المصالحة بين اليهود والمسلمين وكذا اعترافا بدوره في خدمة النهوض بالحوار الثقافي في منطقة حوض المتوسط. كما تم خلال الحفل الذي نظم بمجلس الجمهورية، والذي حضره على الخصوص الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربجورن جاغلاند ورئيسة البرلمان البرتغالي، اسونسياو ايستيف وثلة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية والدبلوماسية، منح جائزة شمال - جنوب إلى الدكتورة مورا لينش (إيرلندا) اعترافا بجهودها وتفانيها في النهوض بحقوق الانسان، ولاسيما من أجل كرامة الأشخاص المعوزين. وأعرب أزولاي في كلمة بالمناسبة، عن سعادته العميقة واعتزازه وتأثره لكون "الحملة" التي سار فيها منذ أكثر من نصف قرن اختارت "معسكر المقاومة، حتى لا يتم استغلال أدياننا وتاريخنا وهوياتنا، أو يتم اتخاذها رهينة من قبل أي كان". وأضاف "لقد كان لي، من خلال ما منحني إياه بلدي المغرب، شرف تجسيد فن كل شيء ممكن. فالمواطن المغربي الذي أجسده هو على حد سواء يهودي وأمازيغي وعربي، فأنا موجود وأقاوم هذا التقهقر الذي يقوض ويضعف المجتمع الدولي". واعتبر أزولاي، أنه من الضروري، القيام بالقياس الدقيق لهذا الانقسام وهذا التراجع الذي يغذيه نفي الآخر"، مضيفا أن "العدو الحقيقي والوحيد للإنسان هو الجهل"، كما جاء على لسان الفيلسوف العربي والمتوسطي الكبير ابن عربي. وبعد أن ذكر بالأحداث المأساوية التي وقعت في اقل من اسبوع في تونس والكويت وفرنسا والصومال ومصر، أكد أزولاي أنه "لا يمكننا اليوم الاحتفال بالحوار والتسامح والسلام، والبقاء في موقع المتفرج السلبي على هذا التقهقر". وأضاف "يتعين على مجتمع الأمم أن يعيد بناء نفسه، لاسترجاع الحداثة الاجتماعية التي ميزت العلاقات الدولية، منذ أمد غير طويل". وأكد أن المغرب "كانت لديه الشجاعة والقدرة المتبصرة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتقديم دستور لشعبه، تمت المصادقة عليه في يوليوز 2011، وهو يشير إلى أن المغرب المعاصر، تشكل تاريخيا من الحضارة الأمازيغية واليهودية والحضارة العربية الإسلامية ومن هويته الحسانية. من جهته، نوه الرئيس البرتغالي في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، بأهمية الدور الذي يضطلع به أزولاي في تعزيز الحوار بين الثقافات والتقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي المنطقة التي قال إنها مازالت تواجه تحديات كبرى. من جانبه، أشاد الأمين العام لمجلس أوربا في كلمة بالمناسبة، بريادة جلالة الملك محمد السادس، الذي عمل على نهج حكامة ترتكز على الإصلاح الدائم والتطور السلمي والتوافقي للمجتمع المغربي. وحضر هذا الحفل أيضا، رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال جنوب، جان-ماري هيدت ووزير الخارجية البرتغالي، روي ماشيت وسفيرة المغرب في لشبونة، السيدة كريمة بن يعيش، والعديد من كبار الشخصيات. وتمنح هذه الجائزة سنويا منذ عام 1995 لشخصيتين تميزتا من خلال تفانيهما والتزامهما وعملهما من أجل تعزيز حقوق الإنسان والتعددية الديمقراطية، فضلا عن دورها في تعزيز التضامن شمال- جنوب. وبموازاة مع مساره البارز في مجال الاقتصاد كرس أزولاي حياته لتعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب وبين النساء والرجال بحوض المتوسط. وسبق له ان تولى منصب رئيس مؤسسة آنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات 2008-2014. وعلاوة على ذلك، أصبح منذ عام 2005 عضوا في المجموعة الرفيعة المستوى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. كما يرأس اللجنة التنفيذية لمؤسسة الثقافات الثلاث والديانات الثلاث، التي يوجد مقرها في إشبيلية بإسبانيا، وهو واحد من الأعضاء المؤسسين لمجموعة علاء الدين لتعزيز التفاهم المتبادل والعلاقات الثقافية بين المجتمع الإسلامي وبقية دول العالم. ويهدف مركز شمال - جنوب التابع لمجلس أوروبا، الذي يتخذ من لشبونة مقرا له منذ عام 1990، إلى تعزيز التربية من أجل مواطنة عالمية، ترتكز على مبادئ احترام حقوق الإنسان ومسؤولية المواطنين من خلال الحوار بين أوروبا وجنوب البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.