توصلت أبحاث الذراع القضائي ل"الديستي" إلى أن "داعش" يحاول تحقيق مشروعه التخريبي عبر خلق خلايا نائمة، تتكون أساسا من مقاتلين مغاربة استفادوا من مختلف التدريبات العسكرية في معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية"، تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة بالمملكة، وفق ما أكده بلاغ لوزارة الداخلية، صدر أمس الأربعاء، عقب تفكيك خلية جديدة تابعة للتنظيم، إثر إلقاء القبض على 9 من عناصرها، بينهم معتقل سابق بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب. وذكر المصدر نفسه أن المتهمين ضمن الخلية، التي تدخل في إطار الشبكة الإرهابية التي جرى تفكيكها سنة 2008، والتي كانت على صلة بتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين بالعراق"، ينشطون بسيدي مومن بالدارالبيضاء، وواد زم، وبوجنيبة، والفقيه بنصالح، وأولاد سعيد الواد ناحية قصبة تادلة. وكشف البلاغ أن المعطيات الدقيقة أظهرت أن أفراد هذه الخلية الإرهابية استطاعوا ربط قنوات اتصال سرية بقادة تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بالمنطقة السورية العراقية، في إطار تنسيق عمليات إرسال متطوعين مغاربة لهذه البؤرة المتوترة وتوفير الدعم المادي اللازم لتمويل هذه العمليات. وأشار إلى أن المشتبه بهم سيقدمون إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكانت المكتب نفسه فكك، قبل أيام، شبكة إرهابية تتكون من 10 عناصر، تنشط بمدينتي الدارالبيضاء وبوجنيبة، في مجال تجنيد واستقطاب مقاتلين مغاربة قصد الالتحاق بالتنظيم الإرهابي. وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية أن البحث والتتبع أكد أن بعض أفراد هذه الخلية، الذين لديهم دراية واسعة بصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، كانوا على صلة بمقاتلين مغاربة بما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، في إطار التخطيط للقيام بهجمات إرهابية تستهدف منشآت حساسة بالمملكة، بدعم مادي ولوجستيكي من قادة هذا التنظيم. وجاءت هذه العملية الأمنية بعد أيام قليلة من تفكيك المكتب المركزي للأبحاث القضائية خلية تنشط في العيون، بعد إيقاف أربعة من عناصرها. وأكد بلاغ للوزارة صدر عقب تفكيك الخلية، أن التحريات الدقيقة أظهرت الانخراط الكلي لعناصر هذه الخلية الإرهابية في الأجندة التي سطرها تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، من خلال سعيهم لارتكاب جرائم إرهابية خطيرة بالمملكة، إذ أصدروا فتوى تجيز اختطاف أحد معارفهم بهدف حرقه حيا بعد اتهامه بالكفر، على غرار النهج الترهيبي لقادة هذا التنظيم الإرهابي. كما كشفت التحريات أن زعيم هذه الخلية تربطه علاقة وطيدة بأحد القادة الميدانيين بصفوف التنظيم الإرهابي السالف الذكر، واستطاع اكتساب خبرة واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، من خلال تجريبه لمواد شديدة الانفجار، تمهيدا لاستعمالها في تنفيذ مشاريع إرهابية ضد أهداف حساسة.