عقب الانتهاء من الإجراءات المسطرية والقانونية، التي باشرتها الضابطة القضائية في "مسرح الجريمة"، حضرت "سيارة نقل الأموات المسلمين" لتقل جثة الإيطالي إلى مستودع حفظ الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي. لكن سائق السيارة سرعان ما انصرف إلى حال سبيله، بعد أن راوده الشك في صلاحية وشرعية نقل جثة الأجنبي غير المسلم على متن سيارة نقل أموات المسلمين. وبعد مضي وقت غير قصير، حضرت سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، وبعدها سيارة إسعاف أوفدتها عمالة إقليمالجديدة، لكن سائقي العربتين اعتبرا أنه لا يحق لهما نقل جثة الإيطالي على متن سيارتي الإسعاف المكلفين بقيادتهما، بحكم أنهما مهيأتان خصيصا لنقل المرضى والمصابين. ما جعلهما يغادران المكان. فبقيت جثة الضحية الإيطالي عالقة. ومكنت تدخلات قائد المقاطعة الحضرية الثالثة من حل الأزمة، إذ حصل، بعد مضي حوالي 3 ساعات من البحث والاتصالات، على عربة "فوركَونيت" تابعة لبلدية الجديدة، أخرجت من "أرشيف" المصالح الجماعية. وعمد رجال الوقاية المدنية إلى نقل الجثة، بعد لفها في قطعة بلاستيكية كبيرة، ووضعها في العربة الجماعية، في الثالثة والنصف من صبيحة الخميس الماضي إلى المستشفى. وكان ل"المغربية" اتصال برئيس المجلس العلمي الجهوي بالجديدة، لاستفساره عن مدى شرعية نقل جثة غير المسلم على متن سيارة نقل أموات المسلمين، فأجاز ذلك، معللا الأمر بأن "الأجنبي، عندما كان حيا، وفي كامل قواه البدنية والعقلية، كان مسؤولا عن دينه وعقيدته وأعماله وتصرفاته، وعلاقته مع الله، وعندما وافته المنية، أصبحنا نحن بني البشر مسؤولين عنه، ومن ثمة، فمن حقه علينا كبشر، ومن واجبنا عليه كبشر، أن نتكفل، في حال تعذر الأمر على أسرته وذويه، وفي غياب وسيلة سيارة لنقل الأموات غير المسلمين، بنقله في سيارة نقل أموات المسلمين، إلى بيته، أو إلى مستودع حفظ الأموات، أو لدفنه في مقبرة الأجانب".