يهدف المنتدى الذي تنظمه الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، وغرفة التجارة والصناعة لباريس الكبرى، بدعم من وزارة التجارة والصناعة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي، و"المغرب تصدير" إلى نسج شراكات تجارية وتكنولوجية وصناعية، وتطوير مسارات مختلفة لتعاون ثلاثي (المغرب-فرنسا-افريقيا). وأكد الكاتب العام للوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية، محمد بنعياد، في افتتاح المنتدى الذي يستمر الى غاية يوم غد الخميس أن المنتدى يشكل فرصة لتعزيز علاقات الشراكة المتميزة بين المغرب وفرنسا في المجال الاقتصادي والتجاري. وقال إن الامر يتعلق بإعطاء بعد جديد لهذه العلاقات، وتعميق التعاون، خاصة في مجال التنمية المشتركة للأسواق الخارجية من اجل ولوج أفضل الى اسواق إفريقيا جنوب الصحراء، ومناطق أخرى في العالم. واورد بنعياد في هذا السياق النموذج الناجح لمصنع رونو طنجة، الذي يشكل مثالا للتعاون النموذجي بين البلدين، مبرزا أهمية مضاعفة المشاريع المماثلة، ولو على مستويات صغرى، عبر الاستفادة من التقارب الموجود بين المقاولين المغاربة والفرنسيين. من جهته سجل رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، جان ماري غروسبوا، أن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه بعد ذلك الذي نظم السنة الفارطة بالدارالبيضاء ولقي نجاحا كبيرا. واضاف ان المنتدى الثاني سيحالفه النجاح أيضا بالنظر الى كونه يتضمن لقاءات مباشرة بين نحو 1300مقاول مقابل 600 خلال منتدى الدارالبيضاء، مما يبرز الاهمية المتزايدة للمقاولين الفرنسيين من اجل الاستثمار بالمغرب، ونسج شراكات مع نظرائهم المغاربة. وأبرز غروسبوا في هذا الصدد الاستقرار ووضوح الرؤية على صعيد مناخ الاعمال بالمغرب، مضيفا ان الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب تطمح الى توجيه المقاولين المغاربة والفرنسيين نحو الاسواق الصاعدة، خاصة بإفريقيا، ضمن منطق نمو مشترك يعود بالنفع على البلدين. وسيتمحور المنتدى حول الشراكة، والاستثمار والمبادلات التجارية، وسيتيح فرصة للتبادل بين المسيرين من خلال لقاءات محددة الهدف وتنظيم العديد من الورشات القطاعية والندوات الموضوعاتية. ومن اجل منح دينامية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين ولتسليط الضوء على إمكانيات المغرب كمنطقة هامة بالنسبة لإفريقيا، انتقت مؤسسة "المغرب تصدير" والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، حوالي 80 مقاولة مغربية مرشحة لعقد شراكات مع المقاولات الفرنسية في المجالات الاستراتيجية، خاصة منها الفلاحة والصناعة الغذائية والبناء والأشغال العمومية والبنيات التحتية والسيارات والطيران والسكك الحديدية وتكنولوجيا الإعلام والصحة والبيئة المستدامة. وسيحتضن منتدى المغرب فرنسا "قرية للخبراء" يقدم فيها مختصون أجوبة عن مختلف الإشكاليات المتصلة بالتمويل والتشريع والعقار والنقل واللوجستيك وغيرها. كما ستنظم ندوات وورشات قطاعية على هامش اللقاءات الثنائية، ينشطها خبراء من البلدين، مع مساهمة مختلف الشركاء المؤسساتيين، فضلا عن تنظيم زيارات في ختام المنتدى. وبالإضافة الى ذلك ستتيح هذه المبادرة الفرصة للمستثمرين المغاربة، لزيارة مواقع صناعية وأخرى خاصة بالخدمات اللوجيستية وأصناف أخرى من المقاولات العاملة في القطاعات التي ينصب اهتمامهم عليها. وتعتبر فرنسا، القوة الاقتصادية الخامسة عالميا، والشريك الاقتصادي الأول للمغرب (أزيد من 40 مليار درهم من الواردات)، كما تشكل نقطة انطلاق نحو أوربا بالنسبة للمقاولات المغربية.