أطلقت المجموعتان العقاريتان، "كا إل كا" الخياطي ليفينغ، وشيماء بريستيج، في دجنبر 2014، مسابقة لتصميم وإنجاز أول دار للهندسة بإفريقيا والعالم العربي بطنجة، التي شارك فيها مهندسون معماريون شباب لإبراز كفاءاتهم ورفع تحدي الابتكار والإبداع. وبهدف انتقاء المشاركين في هذه المسابقة، أطلقت المجموعتان العقاريتان، طلب عروض للشباب المهنيين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، المسجلين بالهيئة الوطنية للمهندسين للمغرب، وعلى أساس دراسة الملفات المتوصل بها، تم اختيار 55 مهندسا فقط لخوض غمار المرحلة النهائية لهذه المنافسة. وأفاد رشيد الخياطي، الرئيس المدير العام لمجموعة "كا إل كا" في تصريح ل"المغربية"، أن هذه الفكرة انبثقت من إرادة خلق فضاءات متميزة لتثمين الموروث الثقافي المغربي، في مجالات مختلفة موزعة في كل مدن المملكة وسط العديد من المشاريع العقارية للمجموعتين العقاريتين السالفتي الذكر. وأعلن الخياطي أن مدينتي مراكش والدارالبيضاء، ستشهدان إقامة مشروعين مماثلين، بالنظر إلى أهميتهما وقيمتهما المضافة، كما أوضح أن هذه المبادرة تنخرط في مسارات إبراز الهوية الثقافية والمعمارية للمغرب، وجعل هذا الرهان في صدارة اهتمامات المهندسين المعماريين من كل الأجيال، حتى يساهموا من جانبهم في تثمين الرأسمال اللامادي للمغرب، الذي تعتبر الهندسة المعمارية أحد تجلياته. وأضاف أن وظيفة ودور دار الهندسة تكمن في التحسيس بدور الهندسة في المجتمع المغربي، والنهوض بالبحث في هذا المجال، وجعلها، أيضا، أرضية لتطوير التفكير في مستقبل الهندسة المعمارية بالمملكة، واستباق التحديات التي يفرضها باستمرار التوسع العمراني. وأفاد الخياطي في لقاء صحفي نظم بالدارالبيضاء، أن الثقافة تعد إلى جانب باقي المكونات الاقتصادية والاجتماعية، رافعة للتنمية ورهانا أساسيا في برنامج "طنجة الحاضرة"، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، موضحا أن اختيار إنشاء دار الهندسة بمدينة طنجة يتماشى مع توجهات الظرفية الراهنة وينخرط في مساراتها التنموية المواطنة. وعلاوة على فكرة ابتكار مشروع يجسد الهندسة ويحكي عنها، فإن هذا الأخير يعد، حسب الخياطي، مساهمة في بناء وتشييد الهوية الثقافية المعاصرة لمدينة البوغاز، ودعم مكانتها وتألقها وإشعاعها متوسطيا ودوليا، إلى جانب باقي مدن المملكة ككل. يشار إلى أن منافسات هذه المسابقة، أسفرت عن اختيار 6 متبارين من قبل لجنة التحكيم، يوم 5 ماي الجاري. يذكر أن مشروع "دار الهندسة بإفريقيا والعالم العربي"، الواقع ضمن فضاء "مالاباطا هيلز" بطنجة، يمتد على مساحة هكتار ونصف الهكتار، سيخصص لإنجازه حوالي 12 مليار سنتيم، وسينجز المشروع على شكل قطب ثقافي وسكني، مخصص للمحاضرات والندوات، والإقامة، وسيضم فضاءات أخرى، وسيستند تدبير وضمان تسييره إلى مداخيل الأكرية للمحلات التجارية التي ستشيد بالمشروع. ويندرج هذا المشروع في إطار الانتعاش الذي يشهده قطاع العقار بطنجة، ومن شأنه المساهمة في طفرته النوعية والتسريع من وثيرته. وضمت لجنة التحكيم التي حسمت في نتائج هذه المسابقة المتفردة، المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب، وفرانسيسكا روسولي، مهندسة متخصصة في البناء المستدام، وإلينا برانتيس، رسامة أمريكية، ورشيد الأندلسي، مهندس ورئيس جمعية ذاكرة الدارالبيضاء، ومومن بن عبد الجليل، مدير مدرسة الهندسة بالدارالبيضاء، وعبد الحق إبراهيمي، مهندس ورئيس هيئة المهندسين المعماريين بطنجة، ومهندس، عضو الأكاديمية الفرنسية، إلى جانب عدة فعاليات أخرى.