دعت الوزارة الصحة النساء حاملات الثدي الاصطناعي إلى التبليغ عن أي أعراض محتملة، بالاتصال بالمركز الوطني لليقظة الدوائية، رغم تطمينها بأن المغرب لم يسجل، إلى حد الآن، أي حالة سرطان الغدد اللمفاوية الناتجة عن زرع الثدي الاصطناعي. جاء هذا التحرك بعد تشخيص 18 حالة سرطان الغدد اللمفاوية بفرنسا، حيث يقدر عدد النساء اللواتي أجريت لهن عملية زرع الثدي بحوالي 400 ألف، علما أن السلطات العلمية الفرنسية المختصة لم توص باستئصال الثدي الاصطناعي، كما فعلت ذلك الهيئات الطبية الأمريكية. ولهذا الغرض، أعلنت وزارة الصحة أنها ستضع سجلا وطنيا لتتبع حاملات للثدي الاصطناعي للتأكد من النتائج الصحية لعمليات الزرع، علما أن كل ثدي اصطناعي يحمل رقما تعريفيا، يسجل في الملف الطبي للمعنيات، ويسجل في بطاقة الخروج المسلمة للسيدة المستفيدة من عملية الزرع. من جهته، قال صلاح الدين السلاوي، رئيس الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل، في تصريح ل"المغربية"، إن إثارة هذا الموضوع في المغرب، من شأنه إثارة "قلق وخوف النساء اللواتي يضعن الأثداء الاصطناعية، في غياب أي مبرر أو معطيات طبية وعلمية". وبرر السلاوي الأمر ب"غياب أي سند علمي يربط استعمال الأثداء الاصطناعية بالإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، بناء على إصابة 18 امرأة بهذا النوع من السرطان من بين 400 ألف أخريات يضعن الأثداء الاصطناعية"، معتبرا أن هذا "الاستنتاج غير معتبر من الناحية العلمية، لحاجته إلى إجراء دراسة علمية موازية تنظر في مدى وجود استعداد جيني لدى المصابات بسرطان الغدد اللمفاوية". وذكر السلاوي، الاختصاصي في جراحة التقويم والتجميل، أن هذا النوع من عمليات التجميل والتقويم يمارس في العالم منذ أكثر من 60 سنة، وأنه مصدر سعادة العديد من النساء، اللواتي لا يتوفرن على أثداء ويمنحهن السعادة والثقة في النفس باكتمال أنوثتهن. وأشار إلى أن ما بين 30 ألف إلى 40 ألف عملية زرع الأثداء الاصطناعية بواسطة أكياس طبية خاصة، أجريت في المغرب، بمعدل ألف عملية جراحية لزرع الثدي سنويا. ونفى عن هذا النوع من الجراحات تسببه في حدوث أي مضاعفات تسبب السرطان، تبعا لما "تؤكده جميع الملتقيات والمؤتمرات العالمية، التي يشارك فيها المغرب". وأعلنت وزارة الصحة التزامها بإخبار الرأي العام الوطني بآخر المستجدات والقرارات المناسبة التي ستتخذها في ضوء تطور البحث العلمي في هذا المجال، حسب بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وأوضحت أنها لا توصي باستئصال الثدي الاصطناعي، وتدعو أطباء جراحة التجميل والتقويم إلى الحرص على تتبع حالات النساء الحاملات للثدي الاصطناعي. كما دعت الأطباء الجراحين إلى التحقق من الموافقة الكتابية للمرشحات لزراعة الثدي قبل عملية الزرع إحاطتهن علما بوجود احتمال الإصابة بهذا النوع النادر من السرطانات، رغم ضعف نسبة حدوثه.