علمت "المغربية"، من مصادر متطابقة، أن عدد المرشحين لمنصب الأمين العام قفز من 3 إلى 5، بعد أن كان الصراع محصورا في البداية بين محمد أبيض، الأمين العام المنتهية ولايته، وأنوار الزين، رئيس شبيبة الحزب، وإدريس الراضي، رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين، قبل أن ينضاف إليهم كل من البرلمانية بشرى برجال، التي ترأست المؤتمر، ولحبيب الدقاق، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأضافت المصادر ذاتها أن عدد الترشيحات للمكتب السياسي وصل إلى حوالي 40 ترشيحا، ما حتم على لجنة القوانين والأنظمة اتخاذ قرار تأجيل انتخابهما، لفسح المجال للجنة الترشيحات، لدراسة كافة الترشيحات المقدمة، ومدى توفرها على الشروط القانونية، مشيرة إلى أن القانون الأساسي ينص على أن انتخاب الهيئتين لا ينبغي أن يتجاوز أجل شهر، بينما يرتقب أن يحسم الأمر خلال مدة لا تتجاوز 20 يوما، تضيف المصادر نفسها. ونادت مجموعة من الأصوات من داخل المؤتمر بضرورة مراعاة تمثيل كافة الجهات داخل تشكيلة المكتب السياسي، وعدم الاقتصار على جهات بعينها، حتى يكون جميع الدستوريين والدستوريات في كل المناطق ممثلين داخل قيادة الحزب. وحضر افتتاح المؤتمر، الجمعة الماضي، ممثلو أحزاب الأغلبية والمعارضة، وقال الأمين العام السابق، محمد أبيض، إن الحزب "يضع مكاسب المغرب والمغاربة قبل مكاسبه الانتخابية"، مشددا على أن الظرفية الوطنية والإقليمية والدولية والسياقات المصاحبة لها، تفرض على جميع الأحزاب، سواء في المعارضة أو في الأغلبية، استشراف المستقبل المشترك من زاوية موحدة، بغض النظر عن المكاسب الانتخابية أو المواقع السياسية. وأشار أبيض إلى أن المغرب عاش "ثورة قانونية غير مسبوقة تجلت في دستور 2011، الذي كرس مبدأ الخيار الديمقراطي، كركن مؤسس للدولة المغربية الحديثة"، مستغربا "لمن يسعى إلى تبخيس دور الأحزاب والتقليل من أهميتها، بينما جاء الدستور لتقويتها والرفع من مستوى أدوارها". وأوضح أبيض أن شعار المؤتمر "حرية، كرامة وتنمية"، ليس شعارا متجاوزا ولا مكرورا، بل إنه شعار متجدد، أطلقه الاتحاد الدستوري في السنوات الأولى لنشأته حين ردده الراحل المعطي بوعبيد، الرئيس المؤسس، أمام أجيال شباب ما بعد الاستقلال مطالبا بمزيد من الحرية، ومزيد من الكرامة، ومزيد من المسؤولية". وشدد على أن "الاتحاد الدستوري ظل حاضرا بقوة في الساحة السياسية الوطنية، رغم أنه ألزم على ممارسة المعارضة لما يزيد عن 17 سنة، ما يعني أن المصداقية في الفكر، والثبات على المواقف، قيمتان يقدرهما المواطن المغربي حق قدرهما". كما أكد على أهمية الدور السياسي والاجتماعي لفئات الشباب والمرأة، ودور التربية والتعليم في تأهيل هذه الفئات وتمكينها من الانخراط في التنمية الاقتصادية وتقدم المجتمع. واعتبر أن القيم هي الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات، وأن الجميع مطالب بالدفع في اتجاه خدمة الأهداف الوطنية المشتركة، خصوصا منها الرامية إلى الاستقرار والأمن وصيانة الحريات والكرامة وحقوق الإنسان. وقال الأمين العام السابق إن "قضية الوحدة الترابية لبلادنا ستظل على رأس الاهتمامات والأولويات التي تشغل بال الحزب، ومناورات حكام الجزائر، والتي لم تعد سرا يخفى على أحد، لن تثنينا على عزيمتنا في التشبث بحقنا، والصمود فوق أرضنا، والاستمرار في رعاية أهالينا في هذه المنطقة العزيزة علينا". وبعد اختتام الجلسة الافتتاحية، صادق المؤتمرون، مساء الجمعة المنصرم، على اللائحة النهائية لأعضاء المجلس الوطني، وأعضاء اللجنة الإدارية، بينما تأجلت المصادقة على تعديلات القانون الأساسي، بسبب احتجاج مجموعة من المؤتمرين، بدعوى عدم توصلهم بالوثائق التي تتضمنها للاطلاع عليها، ما جعل رئاسة المؤتمر تؤجل طرحها من جديد للتصويت، إلى غاية أمس الأحد، لتمكين المؤتمرين ممن لم يتوصلوا بها من الاطلاع عليها. وتفرق المؤتمرون خلال اليوم الثاني للمؤتمر (يوم السبت) على أربع ورشات، الأولى، ورشة الحرية للقضايا السياسية، والثانية، ورشة التضامن للقضايا الاجتماعية والثقافية والبيئية، والثالثة، ورشة التنمية للقضايا الاقتصادية، والرابعة، ورشة الكرامة لحقوق الإنسان وقضايا الساعة. ومن المنتظر أن تكون الورشات قدمت، صباح أمس الأحد، خلال الجلسة الختامية، التقارير الصادرة عنها للمصادقة عليها، إلى جانب التوصيات الصادرة عن المؤتمر، قبل تلاوة البيان الختامي. من كواليس المؤتمر - سقوط الرئيسة تأثر عدد من المؤتمرين بسقوط رئيسة المؤتمر، البرلمانية بشرى برجال، من فوق منصة التقديم، بعد اختتام الجلسة الافتتاحية، واستئناف الأشغال، واعتبر البعض أن "عين الحسد" ضربت رئيسة المؤتمر، بعد أن تميز تسييرها لجلسة الافتتاح بشكل جيد، من خلال استعمالها لغة شاعرية، في التقديم نالت إعجاب العديد من الحاضرين. وعاينت "المغربية" الحادث، بعد أن اعتلى مؤتمرون منصة التقديم، للاحتجاج على عدم توصلهم بوثائق تعديلات القانون الأساسي، قبل أن تتراجع برجال إلى الخلف، وتسقط بشكل عفوي، بسبب عدم وجود جدار خلف المنصة. ونقلت إلى المستشفى عبر سيارة خاصة، للاطمئنان على حالتها، قبل أن يتأكد أن الأمر بسيط ولا يدعو للقلق، لتعود في اليوم الموالي لاستئناف رئاستها للمؤتمر. "طبخة" الراضي وساجد أثار عناق محمد ساجد، عمدة الدارالبيضاء، وإدريس الراضي، رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين، فضول العديد من المؤتمرين والحاضرين في افتتاح المؤتمر، إذ ظل الرجلان القويان في الحزب يتحركان في اتجاهات مختلفة، قرب القاعة التي خصصت لاستقبال الضيوف، وهما يتحدثان بشكل خافت، ما جعل العديدين يتحدثون عن "طبخة ما" يعدان لها. كما استنكر بعض المؤتمرين والحاضرين لعب بعض الشباب دور حراس شخصيين للراضي، إذ كانوا يحيطون به خلال تحركاته داخل المؤتمر، ويفسحون له المجال للمرور بين المؤتمرين، ما جعلهم يعتبرونه سلوكا غير لائق.