سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب وفرنسا يفتحان فصلا جديدا في العلاقات على قاعدة التجديد والتعزيز باريس 'تدعم مخطط الحكم الذاتي كقاعدة جادة وذات مصداقية لحل تفاوضي'
صلاح الدين مزوار: وجدنا حلا للإشكالات المطروحة
خلال لقاء صحفي جمع الوزيرين، أول أمس الاثنين بالرباط، على هامش زيارة فابيوس للمغرب، شدد الطرفان على أن المغرب وفرنسا فتحا فصلا جيدا في العلاقات بينهما، بشعار التجديد والتعزيز. واعتبر مزوار أن العلاقات بين باريس والرباط، لها طابع استثنائي، وأن الروابط لم تقطع فيها، حتى أيام الأزمة، التي استغرقت حوالي سنة، وأمكن تبديدها بالاتصالات الأخيرة، وباستقبال جلالة الملك محمد السادس من قبل الرئيس فرانسوا هولاند في باريس. وأبرز مزوار أن البلدين "وجدا حلا للإشكالات المطروحة، تربطهما معاهدات ثنائية ودولية، ويعملان على إيجاد حلول لكل الإشكالات". من جهته، قال فابيوس إن "العلاقات مع المغرب قوية، والصعوبات بين البلدين باتت خلف ظهورنا، رغم صعوبات الفترة الأخيرة"، مضيفا أن زيارته للمغرب "تهدف الدفع بالعلاقات إلى الأمام وتقويتها وتجديدها". وأكد الوزير الفرنسي على "ضرورة الدفع بالعلاقات بين البلدين، وتقوية الروابط في جميع المجالات، وضرورة تجاوز الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية"، موضحا أن فرنسا "ستعمل على تقوية العلاقات مع المغرب وتقوية علاقات البلدين بدول أخرى"، مشيرا إلى لقاء جلالة الملك محمد السادس، في فبراير الماضي، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه بباريس، وبحثهما علاقات البلدين وبعض القضايا الإقليمية والدولية. وقال فابيوس إن الخلافات، التي طفت على السطح يجب أن تبقى في الخلف، موضحا أن زيارته للمغرب واستقباله من طرف الملك محمد السادس ستكون على مستوى لقاءات بين وزيري الاقتصاد والمالية المغربي والفرنسي، في أبريل المقبل، ثم لقاءات ستجمع برلمانيي البلدين قبل أن يتلوها لقاء قمة بين الوزير الأول الفرنسي ورئيس الحكومة المغربي في يونيو المقبل. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أن مصالح المغرب وفرنسا تقتضي نسيان الخلافات وتجاوزها، معتبرا أن الأمر طبيعي ويجب تجاوزه، على اعتبار أنه يقع حتى في الحياة الخاصة للأفراد. كما أعرب المغرب وفرنسا، في الإعلان المشترك على هامش زيارة فابيوس للمغرب على مدى يومين، عن ارتياحهما "لنضج ومتانة العلاقات الثنائية، التي التزم الطرفان بالحفاظ عليها وحمايتها، في إطار روح الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، التي تحكمها". وجدد فابيوس، حسب الإعلان، دعم فرنسا لدينامية الإصلاح والانفتاح والتقدم بالمغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن الزيارة تندرج في إطار الدينامية الجديدة للتعاون الموثوق والطموح بين المغرب وفرنسا، التي أعلن عنها قائدا البلدين خلال مباحثاتهما بقصر الإليزيه يوم 9 فبراير الماضي، وأنها تعطي دفعة جديدة للحوار السياسي الثنائي في جميع المجالات، على اعتبار أن كلا من فرنسا والمغرب يمثلان لبعضهما البعض شريكا أساسيا في تدبير الرهانات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وسجل الوزيران بارتياح أن المغرب وفرنسا دشنا فصلا جديدا في علاقاتهما، وعبرا عن إرادتهما لتعميق شراكتهما المتميزة دوما، التي تجمع البلدين منذ أمد بعيد. وأبرز الإعلان أنه، غداة اللقاءات المتوالية بين وزراء العدل والداخلية، أكد المغرب وفرنسا "إرادتهما المشتركة في التعاون الكامل في مجال الأمن وتعزيز الاستئناف الفعلي للتعاون الجنائي"، وأن "فرنسا جددت دعمها للجهود المبذولة في إطار الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية" لقضية الصحراء المغربية. كما أشادت فرنسا باستئناف مسار المفاوضات "على إثر التوضيحات المقدمة خلال المباحثات بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم 22 يناير 2015″. وأكد الإعلان المشترك أن "فرنسا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كقاعدة جادة وذات مصداقية لحل تفاوضي، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وتقرر عقد اللقاء الثاني عشر رفيع المستوى الفرنسي-المغربي نهاية ماي أو بداية يونيو بباريس. وأبرز البلاغ أن لقاء مزوار وفابيوس "سيتيح تحديد خارطة طريق مشتركة للسنتين المقبلتين، وإطلاق سلسلة من المشاريع الجديدة".