جاء ذلك بعد أن تمكن المغرب من إجراء 8 عمليات لأخذ أعضاء من متوفين دماغيا، وإجراء أربع عمليات لزراعة الكبد، و47 عملية لزراعة الكلي، مقابل عدم إجراء أي عملية من هذا النوع في تونس والجزائر خلال سنة 2014، حسب تصريح ل"المغربية" من البروفيسور بنيونس الرمضاني، رئيس المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية. ويتطلع المغرب، خلال سنة 2015، لإجراء أول عملية لزراعة القلب في المستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، حيث تجري الفرق الطبية الدراسات اللازمة لأخذ الاحتياطات الضرورية لإجراء مثل هذه العمليات. وأوضح الرمضاني أن وحدة أمراض القلب والشرايين في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء تطمح لإجراء ما بين 4 إلى 5 عمليات لزراعة القلب سنة 2015، سيما أن هذه العملية تعد أسهل من زراعة الكبد. وتبعا لذلك، تجري جميع الترتيبات لاستفادة بعض مرضى القلب من هذه الزراعة، من خلال البحث عن عائلات لمتبرعين موتى دماغيا، يتوفرون على المعايير المطلوبة، من حيث السن والخلو من الأمراض المعدية، والشروط العلمية التي تستوجبها مثل هذه العملية، يضيف الرمضاني. ويندرج ضمن الأهداف المسطرة لوحدة زراعة الأعضاء والأنسجة إجراء 30 عملية لزراعة الكلي، و5 عمليات لزراعة الكبد، سنة 2015. وذكر الرمضاني أن المغرب يسير بوتيرة إيجابية في الاتجاه الصحيح في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، ما ساهم في تسجيل تطور في الوضعية، مقارنة بالمعطيات السابقة. وفسر هذه التطورات بمساهمة عائلات المتوفين دماغيا في التبرع بأعضاء ذويهم، إذ أضحى إقناعهم أكثر سهولة، وبعض عائلات المتوفين في القطاع الخاص عبرت عن رغبتها في التبرع بأعضاء ذويها، كما هو الأمر بالنسبة لأسرة فقدت ابنتها (20 من سنة)، بتوقف دماغي إثر سقوطها من فوق صهوة حصان. ولتطوير عملية التبرع وزراعة الأعضاء في المغرب، تعقد وزارة الصحة المؤتمر السادس لزرع الأعضاء والأنسجة، حول آليات تطوير التبرع وزرع الأعضاء والأنسجة بالدول المغاربية، في كلية الطب والصيدلة بفاس، اليوم الجمعة وغدا السبت. ويأتي اللقاء في إطار التعاون والشراكة بين فرنسا والدول المغاربية، بمشاركة فاعلين ومتدخلين وطنيين ودوليين، بينهم عمداء كليات الطب والصيدلة، أطباء وأساتذة باحثون وفعاليات مهنية وحقوقية. وأوضح الرمضاني أن اللقاء يتضمن تنظيم 4 ورشات، تركز الأولى على تأسيس سجل وطني للمستفيدين من زراعة الأعضاء والأنسجة من الموتى دماغيا، حتى لا يظل ذلك حكرا على مدينة الدارالبيضاء. وذكر أن من شأن ذلك التشديد على إعمال الشفافية في تحديد المستفيدين، والحرص على احترام رفع تقارير إلى وزارة الصحة، مع تعليل كيفيات اختيار المستفيدين من العمليات. أما الورشة الثالثة، فتركز على دور وأهمية فريق العمل مع العائلات لإقناعهم بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة مرضى آخرين، فيما تناقش الورشة الرابعة المعايير الواجب توفرها في وحدة زراعة الأعضاء. ولإنزال هذه المناقشة على أرض الواقع، سترفع خلاصات اللقاء إلى وزراء الصحة في الدول