قال محمد الناصر، رئيس البرلمان والقيادي ورئيس حزب حركة نداء تونس بالنيابة "تم الاتفاق على ترشيح الحبيب الصيد رئيسا للحكومة القادمة وذلك بعد التشاور داخل هياكل الحركة ومع بعض الأحزاب السياسية". ولا ينتمي الصيد لحزب حركة نداء تونس الفائز بالانتخابات البرلمانية برصيد 86 مقعدا، لكن يبدو أن اختياره جاء بالتوافق مع بقية الأحزاب وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية ثاني قوة في البرلمان. وأضاف الناصر لوسائل إعلام في قصر قرطاج بعد تقديم الصيد مرشحا لرئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية "تم اختيار الحبيب الصيد باعتباره شخصية مستقلة. تقلد بعض المناصب في الدولة فضلا عن خبرته في المجالين الأمني والاقتصادي". وما زالت تونس تعاني من مشاكل اقتصادية كانت سببا في اندلاع ثورتها قبل أربعة أعوام كما تواجه البلاد الواقعة في شمال إفريقيا هجمات مسلحين متشددين أدت لسقوط العشرات من رجال الأمن والجيش منذ الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي في انتفاضة شعبية عام 2011. واختيار الصيد خطوة لتقليل مخاوف المنافسين من هيمنة حزب نداء تونس على السلطة بعد فوز زعيم الحزب الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية. وقال الصيد عقب تسلمه رسالة تكليف من السبسي في تصريح لوسائل الإعلام "سننطلق في إجراء المشاورات مع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني بخصوص تركيبة الحكومة الجديدة". وأضاف "سنحرص على إنهاء هذه المشاورات في أسرع وقت ممكن والعمل بمعية جميع الأطراف على معالجة الملفات الوطنية". وعبر الصيد عن تقديره لكل من منحه ثقة شرف تشكيل أول حكومة في الجمهورية الثانية. ويعتبر الصيد مقربا من مؤسس حزب حركة نداء تونس ورئيس الجمهورية الحالي السبسي بعد أن عينه وزيرا للداخلية عندما قاد أول حكومة عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت ببن علي عام 2011. ويمنح دستور تونس الجديد الذي صدق عليه المجلس الوطني التأسيسي في السادس والعشرين من يناير كانون الثاني عام 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. وستكون أمام الصيد مهلة لمدة شهر قابلة للتجديد مرة واحدة لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان لنيل الثقة حسب ما ينص عليه دستور تونس الجديد. وقال زياد العذاري/ المتحدث باسم حركة النهضة التونسية ثاني أكبر قوة في البرلمان لرويترز "نحن في حركة النهضة تلقينا بايجابية تكليف الحبيب الصيد بتولي رئاسة الحكومة باعتباره شخصية وطنية محترمة ومؤهلة لتحمل المسؤولية ونتمنى له النجاح والتوفيق". وأضاف "عبرنا عن استعدادانا للتشاور والتعاون مع رئيس الحكومة المكلف من اجل مواصلة منهج التوافق وتعزيز الوحدة الوطنية حتى نستكمل بنجاح المسار الانتقالي ونعزز مكاسب التونسيين الاجتماعية والاقتصادية". لكن حزب الجبهة الشعبية اليساري الذي يمثل كتلة كبيرة أخرى في البرلمان أبدى رد فعل أقل حماسا لتعيين مسؤول آخر من عهد بن علي. وقال زعيم الحزب حمة الهمامي للصحفيين إنها رسالة سلبية للشعب الذي يريد فعلا انقطاعا مع النظام القديم. وولد رئيس الحكومة الجديد الحبيب الصيد في الأول من يونيو حزيران عام 1949 في سوسة وحصل على الاستاذية في العلوم الاقتصادية من جامعة تونس عام 1971 وعلى الماجستير في الاقتصاد الفلاحي بعد ثلاث سنوات من الولاياتالمتحدة وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.