التقت في مقر معهد الإمام مالك، وهو أحد المراكز الثقافية المغربية الأكثر ديناميكية في العاصمة الدنماركية، أجيال مختلفة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في الدنمارك منذ ستينيات القرن الماضي، في يوم تخللته العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية المتنوعة التي أدخلت البهجة على المشاركين فيها. وقد تميز برنامج هذا النشاط، الذي افتتح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بتقديم عروض سلطت الضوء على أسس الهوية المغربية حيث تشكل قيم الارتباط بالأسرة والوطن والإسلام مبادئ أساسية داخل المذهب المالكي المعروف بالانفتاح والتسامح. وأكد مختلف المتدخلين على أهمية الحفاظ على الروابط التي تجمع بين أفراد الجيلين الثاني والثالث الذين ازدادوا وترعرعوا في الدنمارك مع بلدهم الأصلي، وضرورة أن ينجح ذلك على المستوى الاجتماعي من خلال الانخراط في الحياة السياسية لبلد الإقامة. وشدد أنور التويمي رئيس المنتدى المغربي الدنماركي، وهو تجمع يضم حاليا أكثر من 20 جمعية مغربية، أنه من خلال استثمار الجالية المغربية التي تتكون من أكثر من 10 آلاف شخص، لوزنها الاجتماعي وتوحيد صفوفها، يمكن القيام بالعديد من الأعمال المؤثرة خاصة على مستوى القرارات التي تهمها. وأكد التويمي، في هذا الصدد، أن وحدة صفوف المنظمات غير الحكومية المغربية مكن على الخصوص من تحقيق تعبئة كبيرة لفائدة انشغالاتها الاجتماعية، وكذا دفاع جميع المغاربة عن القضية الوطنية وعن مغربية الصحراء. وأبرز أن التعبئة التي قام بها أفراد الجالية في الدنمارك ساهمت في إفشال أطروحة الانفصاليين الذين يحاولون خداع الطبقة السياسية والمجتمع المدني في هذا البلد الاسكندنافي. من جهته، دعا السيد حميد الموستي، أحد قيدومي أفراد الجالية المغربية المقيمة بالدنمارك والذي له تجربة طويلة في المجال السياسي المحلي، الشباب المغربي-الدنماركي إلى "التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت والترشح في الانتخابات". وشكلت هذه التظاهرة، التي نظمت بدعم من سفارة المملكة في كوبنهاغن، مناسبة لتنظيم سلسلة من الأنشطة المخصصة للأطفال، من ضمنها مسابقة تتمحور حول اختبار المعرفة باللغة والثقافة الإسلامية، وكذا تاريخ وجغرافية المغرب. وحسب المنظمين فإن هذا النشاط يهدف إلى تشجيع ارتباط أفراد الجالية المغربية الشباب ببلدهم الأصلي، وترسيخ الثقافة والقيم الإسلامية لديهم، وتقاسم لحظات ممتعة، تتوج بتوزيع الهدايا على عشرات الأطفال المشاركين. وبالنسبة للعديد من المشاركين، فإن هذا اليوم المنظم من أجل الأسرة، شكل فرصة لتجديد التواصل مع الثقافة المغربية والدين الإسلامي وتقاليد البلد الأصلي، خاصة أن التحديات المطروحة بشكل متزايد ترتبط بالتوفيق بين الاندماج في مجتمع الاستقبال والحفاظ على الهوية والثقافية المغربية. يذكر أن معهد الإمام مالك، الذي يوجد مقره بكوبنهاغن، يعمل بشكل مكثف إلى جانب مراكز أخرى مماثلة، لمواجهة هذا التحدي من خلال تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتنظيم الأنشطة الثقافية، وتعزيز قيم التضامن والتعاون بين أفراد الجالية المغربية. كوبنهاغن (و م ع)