بعد صلاة الظهر والجنازة بمسجد الرحمة، توجه الموكب إلى مقبرة الرحمة حيث ووري جثمان الراحلة بحضور، على الخصوص، والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، ورئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى، وأفراد أسرة الفقيدة وعدد من الشخصيات من عالم الرياضة والثقافة والجمعيات. وتلا الحاضرون بهذه المناسبة آيات من الذكر الحكيم ورفعوا أكف الضراعة للعلي القدير بأن يتغمد الراحلة برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، لما أسدته من خدمات جليلة للوطن. وعبر مجموعة من أصدقاء الراحلة وشخصيات حضرت الجنازة، في شهادات للصحافة، عن حزنهم لفقدان الراحلة فاطمة عوام، مبرزين ما كانت تتمتع به من خصال إنسانية رفيعة، ومساهماتها الجليلة لخدمة الوطن والقضايا النبيلة سواء كعداءة أو في تطوعها في المجال الجمعوي. وفي هذا الصدد، أكد كل من العدائين السابقين وبطلي العالم هشام الكروج ونزهة بدوان أن الراحلة ستظل في قلوب كل المغاربة الذين يتذكرون الخدمات الجليلة التي أسدتها للرياضة المغربية ولخصالها وأخلاقها الرفيعة. من جانبها، قالت الفنانة نعيمة المشرقي أن فاطمة عوام قدمت الشيء الكثير للوطن سواء في المجال الرياضي أو في مجالات أخرى متنوعة، مشيرة إلى أن الفقيدة كانت فاعلة جمعوية نشيطة دافعت عن حقوق الأطفال والنساء حيث سبق لها أن اشتغلت في المرصد الوطني لحقوق الطفل. وأشارت إلى أن الفقيدة كانت من منظمي مسيرة 6 مارس 2006 للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين المغاربة في تندوف، كما دافعت عن القضية الوطنية سواء داخل المغرب أو خارجه. من جهته، اعتبر محمد نوري، عضو اللجنة المديرية بالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى الناطق الرسمي للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، في تصريح مماثل، أنه بوفاة فاطمة عوام تفقد الساحة الرياضية بطلة من العيار الثقيل رفعت راية المغرب عاليا في المحافل الرياضية. وأوضح النوري أن المضمار والحلبات المطاطية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي كانت شاهدة على التضحيات والإنجازات المهمة لهذه البطلة التي كانت تستجيب دائما لنداء الوطن، مشيرا إلى أن الفقيدة بصفتها كانت عضوا في المديرية كانت تحضر دائما في الاجتماعات وتدافع باستماتة عن ألعاب القوى المغربية. وتعتبر فاطمة عوام من أبرز العداءات المغربيات في ثمانينيات القرن الماضي، حيث فازت بثلاث ميداليات في الألعاب العربية بالدارالبيضاء سنة 1985، كما توجت بطلة إفريقيا بميدالتين ذهبيتين بعنابة في الجزائر سنة 1988، وفازت بميداليتين ذهبيتين خلال الألعاب الفرنكوفونية التي أقيمت بالدارالبيضاء 1989، كما بلغت الأدوار النهائية في الألعاب العالمية الجامعية باليابان 1985، واحتلت الرتبة الرابعة عالميا في بطولة العالم ببرشلونة 1990. وشاركت فاطمة عوام في أكثر من 300 منافسة دولية معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى. ومن أهم إنجازاتها تحطيمها للرقم القياسي العالمي في مسافة المايل المزدوج حيث كانت أول امرأة مغربية وعربية وإفريقية تحطم الرقم القياسي لهذه المسافة في إيطاليا سنة 1987. وفي السنة نفسها، كانت فاطمة عوام أول مغربية تصل إلى النهائي في دورة الألعاب الأولمبية 1988 في سيول لمسافة 1500 م، كما وصلت إلى نهائي بطولة العالم في مسافة 3000م. كما اختيرت المرحومة كأحسن رياضية مغربية لسنة 1987، وتم توشيحها بوسام من قبل المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه بمراكش سنة 1994. وفي تونس، تم اختيارها كأحسن مسيرة مغربية سنة 2002، كما اختيرت لتمثل قطاع الرياضة النسائية ضمن لجنة مراجعة قانون الأسرة في عام 2000، ولتكون سفيرة اليونيسكو من 2002 إلى 2008. وكانت الراحلة الرئيس المؤسس للجنة المرأة الرياضية التابعة للجنة الأولمبية الوطنية المغربي من 2002 إلى 2006، قبل ان تشغل رئيسة نادي الوداد الرياضي لكرة القدم النسوية وأيضا رئيسة نادي الوداد لألعاب القوى.