عادت جائزة لجنة التحكيم، التي ترأستها الممثلة والكوميدية الفرنسية إيزابيل هوبير، للفيلم السويسري "حرب" لمخرجه سيمون جاكمي، وهو أول فيلم طويل له، أما جائزة أحسن دور نسائي، فعادت للممثلة الفرنسية كلوتيلد هيسمي، عن دورها في فيلم "آخر ضربة بالمطرقة"، للمخرجة أليكس دولابورت، وآلت جائزة أحسن دور رجالي لبينجامين لودزكي، عن دوره في فيلم "حرب"، للمخرج السويسري سيمون جاكمي، وحصل المخرج الهندي أديتيا فيكرام سينغوبتا على جائزة أحسن إخراج، عن فيلم "شغيل الحب". وتحكي أحداث الفيلم المتوج، الذي يلعب بطولته الممثل نيك يتا كوكوشكين، قصة لينا، وهي شابة ذكية معاقة جسديا، تحرص على العودة إلى الدراسة بعد سنوات من الانقطاع، لتلتحق بقسم مخصص لتلاميذ ذوي اضطرابات نفسية أو جسدية، وفي نهاية السنة، يمثُل كل تلميذ أمام لجنة لتقييم قدراته التعليمية والتقرير في مدى أحقيته في الالتحاق بقسم الفئة"العادية". ورغم ذلك، لا يبذل المدرسون أي مجهود لمحاولة تحفيز طلبتهم أو مساعدتهم على تحسين أدائهم، ويبلغ بهم الأمر حد قمع لينا، عندما تبدي أي محاولة للحديث في مواضيع أكثر تعقيدا، ومع ذلك، تمكنت الفتاة من الاندماج في الحياة المدرسية، والسعادة تبدو عليها وهي رفقة زميلها أنطوان. ويلقي الفيلم رؤية اجتماعية تربوية ناقدة للأوضاع في مؤسسات تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بروسيا. وتنافس على الجوائز الأربع للمهرجان الدولي للفيلم، في دورته الرابعة عشرة، 15 فيلما مطولا، من مصر، واليابان، وسويسرا، وروسيا، ونيوزيلاندا، والولايات المتحدةالأمريكية، والهند، وفرنسا، وهنغاريا، وسلوفينيا، وأذربيجان، والمغرب، وصربيا، وإيران، وكوريا الجنوبية. وتمثلت المشاركة العربية في الفيلم المغربي"جوق العميين"، لمخرجه محمد مفتكر، والفيلم المصري "الفيل الأزرق"، لمخرجه مروان حامد. من جهة أخرى، توج فيلم "دالتو" لمخرجه عصام دوخو، من الكلية المتعددة الاختصاصات بورزازات، بجائزة أفضل فيلم مغربي قصير ل"سينما المدارس"، التي تمنحها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وفاز المخرج الشاب عصام دوخو بمبلغ 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وضعت رهن إشارة الفائز من طرف مؤسسة المهرجان لإنتاج فيلمه القصير المقبل. وتهدف مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال هذه المبادرة، إلى خلق مجال للإبداع السينمائي ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين، والكشف عن موهبة جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما المغربية. ويتناول الفيلم القصير المتوج قصة شاب يكتشف أنه مصاب بعمى الألوان، حين يعتزم الالتحاق بمدرسة للفن الغرافيك، لولعه منذ صغره بالرسم، فيرفض في البداية تقبل هذه الحقيقة المريرة، لكنه في النهاية يستسلم لها، ويتخلى عن دراسة الغرافيك، ليستأنف حياته بشكل طبيعي، وإن رآها فقط في الأبيض والأسود. وعبر أعضاء لجنة التحكيم خلال كلمة لهم قبيل الإعلان عن نتائج المسابقة عن إعجابهم بمستوى الإنتاجات السينمائية المشاركة، التي تظهر، حسب رئيسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، المواهب الفذة للمخرجين الشباب والمواضيع الجريئة، التي تطرقت لها أفلامهم، معتبرا أن مستوى هؤلاء المخرجين الشباب الصاعدين يعد بمستقبل سينما زاهر في المنطقة. وعاشت المدينة الحمراء، طيلة أسبوع كامل، على إيقاع نبض السينما، بين عروض أفلام تنافست على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، نشرت عبق مخرجيها في أرجاء منتدى اللقاء بالجمهور، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة.