أكدت هوبير في حوار مع صحيفة "لوجونال دو ديمانش" الفرنسية، أن مراكش أصبحت جديرة بحمل اسم المهرجان الدولي، بحكم الجو السينماتوغرافي الذي يميز أيام المهرجان سواء من خلال الإقبال الجماهيري ونوعية الأفلام المعروضة، وهو ما يعكس النجاح في أبهى صوره. كيف تهيأت لمهمتك على رأس لجنة التحكيم بمراكش؟ لا أستعد على الإطلاق لمهرجان ما، على العكس إذا كان الأمر مرتبطا بفيلم ما، ثم إنها ليست مهمة، بل فقط بمهرجان ليس إلا. ما رأيك في الأفلام المختارة؟ استخلصت أن هناك أشرطة طويلة من القارات الخمس، وهذا شيء مقبول، ضمنها يوجد شريط من نيوزيلندا، وقد استمتعت بذلك، فمراكش تستحق بالفعل أن نطلق على مهرجانها اسم الدولي...أيضا استخلصت أن هناك أفلاما تعرض للمرة الأولى، ومخرجين لم يسبق لي بعد أن التقيتهم، يمثلون بلدانا لم نتعود على رؤية إنتاجاتها، مثل أذربيجان. تعرفين جيدا المدينة ومهرجانها، بحكم أنك كنت قريبة من مؤسسه دانيال توسكان دي بلانتي.. نعم، بكل تأكيد، لقد سبق لي أن ذهبت إلى هناك ودانيال توسكان مازال على قيد الحياة، وكان آخر حضور لي هناك، قبل ثلاث سنوات، بمناسبة تكريمي. مراكش مدينة لا أزورها بشكل دائم لكنها معروفة بأنها تعمل على أن تكون وجهة جذابة، لقد سبق لي أن قمت بتصوير بعض المشاهد من شريط "مدرسة اللحم" بمعية بينوا جاكو، وأنا سعيدة بالعودة إلى المدينة مرة أخرى. فالعشق الذي يحمله دانيال للسينما وجد هنا ملاذا رائعا. فهذا المهرجان، ينظر إليه على أنه فضاء لحماس مشترك، وهو موجه على وجه التحديد إلى الجمهور المغربي كافة، وليس فقط إلى أولئك العابرون. فالقاعات مملوءة، ويمكن أن نشاهد العديد من الأشرطة مساء في الهواء الطلق وعلى امتداد مساحات كبيرة، وبكلمة واحدة إنه النجاح في أبهى صوره. هل تركت تجربتك على رأس لجنة تحكيم مهرجان كان، ذكريات جميلة؟ ربما بعض الميول للسلطة؟ لا، بل لنقل وضعية لها إيجابيات لسلبياتها، والعكس صحيح. فالسلطة التي يمنحونها لك، إذ ما كانت ملتزمة ببعض المسؤوليات، فهي تعطي أيضا حرية، وفي جميع الحالات، تبقى اللجنة ديموقراطية حيث أن الجميع يبدي رأيه. كيف مرت لقاءاتك السينمائية مع جيرار ديبارديو في "نهر الحب" لغيوم نيكلوكس؟ وهي الأولى منذ "لولو" لموريس بيالا (1980)؟ لم يكن الأمر، كما حصل على امتداد ثلاثين سنة، حيث كنا نلتقي على الوجه السرعة، أو نعرف أخبار بعضنا البعض عن بعد. لكن اللقاء المباشر من أجل المشاركة معا في فيلم ما.. فذلك شيء رائع. نعم كنا سعيدان. ديبارديو كما هو معتاد حاضر بقوة فيما يقوم، ومنخرط في المتعة التي يشعر بها في أدائه، أكثر من ذلك، فهذا الشريط منحنا فرصة أن نعيش مجتمعين من جديد. تراكمين الالتزام تلو الآخر، كما لو أنك تعيشين انطلاقة لا ترغبين على الإطلاق في أن تتوقف... ولماذا أرغب في أن أتوقف؟ إنه امتياز أن نقوم بما نحب بالمعنى العشقي للكلمة. لا أتخيل نفسي أنني تائهة، على العكس أشعر من خلال تلك الالتزامات بالكثير من التوازن والصفاء الروحي والهدوء.