أوضح زلو أن "اللجنة اشتغلت دون توقف"، بمشاركة مختلف المصالح الخارجية، إلى جانب الدور الفعال لوسائل الإعلام في تحسيس المواطنين بما يجري بمناطق الجهة، ما ساهم، حسب الوالي، في عدم وقوع خسائر في الأرواح على مستوى أكادير الكبير. وأفاد الوالي أن البرنامج الوقائي، الذي دشنه جلالة الملك سنة 2010 الخاص بحماية أكادير من الفيضانات، جنب المدينة فاجعة الفيضانات القوية الأخيرة. وأكد أن تفعيل هذا البرنامج من خلال إنشاء مجموعة من القنوات لتصريف مياه الأمطار، وكذلك إنشاء ثلاثة سدود تلية على سفوح جبال أكادير إداوتنان، ساهم في استيعاب كميات مهمة من التساقطات المطرية، وقلص من حجم وقوة الأودية التي تخترق المجال الحضري لأكادير، كوادي الحوار وتكنزة. واعترف الوالي أنه، يوم الذروة من عاصفة الأمطار على أكادير، تملكه الخوف، اعتبارا لمعلومات توصلت بها لجنة اليقظة الولائية من مصالح الأرصاد الجوية، تؤكد أن أجواء أكادير ستشهد على مدى 6 ساعات تهاطل أمطار قوية وصلت إلى 180 ملم في بعض النطاقات المجالية للمدينة، كالحي المحمد، وآيت ملول، مؤكدا أن لجنة اليقظة أعلنت مرحلة الخطر، وضاعفت من مجهوداتها، من خلال تجنيد مختلف عناصر المصالح الخارجية، فيما كثفت مصالح السلطات المحلية والدرك والأمن والوقاية المدنية مجهوداتها في المراقبة الميدانية وتنظيم حركة السير، إلى جانب تكثيف عمليات الإنقاذ، بعد إجلاء عدد من الأسر بمنطقة تماعيت حاصرتهم مياه برك تكونت جراء حجم التساقطات. وأفاد الوالي أن مصالح الوكالة المتعددة التخصصات (رامسا) خصصت مجموعة من الشاحنات وكل مواردها البشرية، من أجل إزالة كل البرك المائية المتكونة داخل المجال الحضري، التي أصبحت تشكل خطرا على السكان، مضيفا أن اللجنة عالجت سرعة مجاري الأودية، اعتمادا على أجهزة متطورة لقياس حجم وقوة الجريان، ما مكّن في التحكم في حركة مرور الأشخاص. بدوره، كشف عامل إنزكان أيت ملول، عبد الحميد الشنوري أن جريان وادي سوس حطم أرقاما قياسية، إذ وصلت سرعة جريانه إلى حوالي 2640 مترا مكعبا في الثانية، وأن السقف الأقصى لتحمل قنطرة وادي سوس حسب الدراسات التقنية، حدد في 3 آلاف متر مكعب في الثانية، ما دفع العامل إلى اتخاذ إجراء إغلاق حركة السير على أهم محور طرقي يربط الجنوب بالشمال، تجنبا لحدوث كارثة. وأشار الشنوري إلى أن جل المصالح، وعلى رأسها المجالس المنتخبة ومصالح العمالة والوكالة المتعددة التخصصات، اتخذت إجراءات قبلية، من خلال تنقية مجاري تصريف مياه الأمطار وإزالة النفايات من الطرقات، ما ساهم في نتائج مرضية، مبرزا أن عمالة إنزكان باشرت، قبل حدوث الفيضانات، تفعيل مجموعة من المشاريع، ضمنها إنشاء الحواجز الواقية من فيضانات وادي سوس بالمنطقة الجنوبية لإنزكان، وعلى مستوى مصب وادي سوس. وأضاف العامل أن ما وقع بجماعة أولاد داحو شكل استثناء، إذ تسبب وادي أوركا، الذي وصلت سرعة جريانه 900 متر مكعب في الثانية، في شلل تام في حركة السير بالطريق السريع الرابط بين مطار المسيرة الدولي إنزكان وتارودانت، وكذلك الطريق الوطنية رقم 10، مبرزا أن مياه الوادي وقوته حاصرت عددا من المناطق، لكن المجهودات الكبيرة مكنت من إنقاذ العشرات من السكان وإجلائهم من مناطق الخطر، مؤكدا أنه لم تسجل أي خسائر في الأرواح. وكشف الشنوري أن هناك عددا من المشاريع تهم البنيات التحتية سترى النور، من ضمنها إحداث قنطرة على مصب وادي سوس، وكطريق دائري لأكادير الكبير، من أجل تجاوز اختناق على مستوى الطريق الوطنية رقم 10، مع إحداث قنطرة جديدة على وادي سوس. أما بخصوص البنيات التحتية بمنطقة القليعة، فأكد العامل أن هناك سبع صفقات، واحدة منها ستنطلق السنة المقبلة بخصوص تصريف المياه العادمة.