كانت الوزارة فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات وظروف تسجيل مقطع فيديو الاستهزاء، بعد أن طالب الأستاذ التلميذة "نادية" بكتابة رقم خمسة على السبورة، إلا أنها فشلت، وكتبتها على شكل درج. وأكدت الوزارة شجبها لهذا "العمل، الذي لا يمت بصلة إلى أسس التربية"، معلنة إصدارها مذكرة تمنع من خلالها العقاب البدني واللفظي، وتدعو فيها مكونات الأسرة التعليمية إلى الانخراط في منظور جديد للتأديب، ينسجم أكثر مع طبيعة وظائف المدرسة في بعدها المرتبط بالتربية. وشددت الوزارة، في بلاغ لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، على "تعاملها بصرامة شديدة مع كل ما من شأنه أن يخرج عن قواعد التهذيب والتربية". وذكرت أنه "على إثر شريط الفيديو، الذي وقع تداوله أخيرا على نطاق واسع بالمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والصحافة المكتوبة، والذي يظهر شخصا يستهزئ بتلميذة، عندما لم تفلح في كتابة رقم 5، باشرت الوزارة تحرياتها بتنسيق مع جميع مصالحها الجهوية والإقليمية، من أجل تحديد هوية الفاعل والمؤسسة التي جرى فيها تصوير الفيديو". وأضافت الوزارة أن التحقيقات مكنت من معرفة اسم المجموعة المدرسية، فجرى إيفاد لجنة تنسيق التفتيش الجهوي إليها، يوم فاتح دجنبر 2014، من أجل إجراء بحث شامل في الموضوع مع جميع الأطراف المعنية، خلص تقريره إلى أن شريط الفيديو حقيقي، وسجل من طرف أستاذ للتعليم الابتدائي، يعمل بمجموعة مدرسية بنيابة القنيطرة، التابعة إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة. وبعد تداول الشريط الأول، ظهر الأستاذ على شريط فيديو ثان باكيا، وهو يقدم اعتذاره للجميع، وينفي أن يكون سجل المقطع بهدف الإساءة إلى التلميذة، أو التشهير بها. وحاول الأستاذ شرح ملابسات تسجيل المقطع للتلميذة داخل القسم، بداية الموسم الدراسي الماضي، قبل أن يكشف ظروف نشره على الشبكة العنكبوتية، بعد "سرقة هاتفه المحمول، عندما كان عائدا من سفر له بالبيضاء"، متهما السارق أو السارقة بنشره. وأعلن الأستاذ، وله 33 سنة في سلك التدريس، أن ظروف تسجيل المقطع ترجع إلى استدعائه والد التلميذة بهدف اطلاعه على وضعها التعليمي المتعثر، مخبرا إياه أنها تحتاج إلى مدرسة خاصة بالمعاقين ذهنيا، الأمر الذي رفضه والدها، واستشاط في وجه غضبا. وزاد الأستاذ، الذي أجهش بالبكاء، أنه، لتبيان وضع التلميذة لوالدها، سجل المقطع ليثبت له الأمر، وليس بغرض التشهير أو الاستهزاء بها، خاصة أن والدتها درست عنده، قبل زواجها. وشدد الأستاذ، الذي لم يكشف عن وجهه في فيديو الاعتذار، على أنه معروف بين زملائه وآباء التلاميذ الذين درسوا عنده بالاستقامة وحسن الخلق، وأنه ليس دنيئا إلى درجة نشر هذا المقطع، لأنه رجل تعليم، وأب وله أطفال، ملتمسا من التلميذة ووالديها، وجميع مع اطلع على مضمون المقطع السماح والصفح، وتفهم المحنة التي يمر بها بسبب هذا الأمر، مؤكدا أنه ليس غبيا لدرجة المغامرة بمستقبله ومستقبل أولاده وكذا مساره المهني، ليقوم بنشر هذا الفيديو. وحصد فيديو الاعتذار تعليقات متباينة، إذ سارع بعض الفايسبوكيين إلى المطالبة بالصفح عن خطأ الأستاذ، والرأفة بحاله، بعد تقديمه الاعتذار للتلميذة وأسرتها، بينما تشبث آخرون بضرورة تحمله المسؤولية، ومعاقبته.