نظمت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا)، بشراكة مع الشبكة الفرنكفونية لهيآت تقنين وسائط الاتصال، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ندوة لتقديم نتائج المشروع التجريبي للهيأة العلياK المتعلق بتطوير منهجية لتتبع البرامج التلفزية، في إطار محاربة الصور النمطية القائمة على النوع والنهوض بالمساواة بين النساء والرجال من خلال وسائل الإعلام السمعية البصرية. مقر الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري 'هاكا' قالت أمينة لمريني الوهابي، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، إن المشروع يحمل بعدا مزدوجا، الأول ذو طابع منهجي، يتمثل في وضع عُدة تراعي المقاربة الحقوقية كإطار معياري، بما في ذلك مقاربة النوع الاجتماعي كأداة للتحليل، وتعتمد تقنية المعالجة شبه الأوتوماتيكية، التي يتيحها نظام التتبع المعلوماتي، فيما البعد الثاني، تضيف لمريني، ذو طابع عملي إجرائي، يتجسد في تطبيق هذه العدة على البرامج التلفزية كمرحلة تجريبية. وأبرزت لمريني أن هذا المشروع التجريبي أنجز من زاوية التقنين وتتبع البرامج، انطلاقا من إطار مفاهيمي وشبكة قراءة تراعي مقاربة النوع الاجتماعي، مع استعمال تقنيات إحصائية متعارف عليها في تحليل المضمون الإعلامي، ولا يدخل ضمن تحليل الخطاب، الذي يقوم على استعمال الأدوات المنهجية المختصة. وأوضحت أنه جرى تحليل تدخلات الشخصيات السياسية والنقابية والمنظمات المهنية على ضوء نظام تصنيف "مشروع تتبع وسائل الإعلام"، خلال الأسدس الأول من سنة 2013، في القنوات العمومية الثلاث، الأولى والقناة الثانية وميدي 1 تي في. وكشفت نتائج هذه الدراسة ضعف نسب تدخلات النساء، في كل المواضيع، في النشرات الإخبارية التلفزية والمجلات الحوارية والإخبارية، مقارنة بالرجال. فعلى مستوى تتبع البرامج الإخبارية من منظور التعددية السياسية، أوضحت لمريني أن نسبة تدخلات النساء في النشرات التلفزية تقل عن 7 في المائة، وعن 12 في المائة في المجلات الحوارية والإخبارية، فيما سُجل على المستوى الزمني أن الرجال يتحدثون مدة أطول من النساء، بمعدل تدخل يصل إلى 30 ثانية، مقابل 20 ثانية للنساء في النشرات الإخبارية، بينما في المجلات، تتحدث النساء أكثر نسبيا، بمعدل دقيقة و30 ثانية مقابل دقيقة و15 ثانية للرجال. وفي صنف المواضيع، أفادت لمريني أن التحليل أبرز هيمنة واضحة للتدخلات الرجالية في ثلاثة مواضيع في صنفي البرامج، التي جرت دراستها من أصل الستة المحددة، طبقا لتصنيف "مشروع تتبع وسائل الإعلام الشامل"، وتهم "سياسة وحكومة"، إذ سجلت تدخلات الرجال في النشرات الإخبارية لهذا الصنف من المواضيع نسبا عليا بحوالي 45 في المائة، وفي الاقتصاد 24 في المائة، وفي "مجتمع وقانون" حوالي 18 في المائة، فيما سجلت تدخلات النساء في النشرات الإخبارية، في مواضيع "سياسة وحكومة"، 37 في المائة، و"مجتمع وقانون" حوالي 35 في المائة، وفي الاقتصاد حوالي 18 في المائة. بالمقابل، كشفت الدراسة أنه، في المجلات يهيمن صنف "مجتمع وقانون" بشكل واسع على تدخلات النساء، حوالي 40 في المائة، يليه صنف "سياسة وحكومة"، بحوالي 28 في المائة، مقابل تدخلات الرجال بنسبة 42 في المائة، و"مجتمع وقانون" بحوالي 16 في المائة. وفي ما يخص المكون الثاني للمشروع، المتعلق بتتبع مجموع البرمجة، أبرزت لمريني أن نتائج تتبع البرامج عبر نظام العينات رصد أن معدل ظهور النساء في القنوات الثلاث يصل إلى 35 في المائة، مقابل 65 في المائة للرجال في الفقرات التي تعبئ كل جنس على حدة، مشيرة إلى أن قياس المشاهدة عكس ذلك، إذ إن النساء أكثر مشاهدة للتلفزيون (59 في المائة بالنسبة للنساء، مقابل 41 في المائة بالنسبة للرجال). وأفادت رئيسة الهيأة العليا أنه، على مستوى البرمجة، لوحظت هيمنة واضحة للرجال في الفترة المسائية والنهارية، مقابل ظهور نسائي خلال النهار أكبر نسبيا من الفترة المسائية، بنسبة 5 في المائة، وهيمنة النساء على برامج الخدمات بنسبة 81 في المائة، والرجال على البرمجة الإخبارية بنسبة الظهور نفسه. كما سجل ظهور أقوى للرجال في نوعي الإنتاج الوطني والأجنبي، لكن بشكل أكثر جلاء في برامج الخيال ذات الإنتاج الوطني، بنسبة 63 في المائة مقابل 37 في المائة للنساء. وسُجل ظهور رجالي قوي في البرمجة باللغة العربية الفصحى بنسبة 80 في المائة، وباللغة الفرنسية بنسبة 67 في المائة، وهما أكثر ارتباطا بالنقاش والمعرفة. في المقابل، تضيف لمريني، سجل أن النساء أكثر حضورا في البرامج بالدارجة، المغربية والشرقية، وهي أكثر ارتباطا بالترفيه والإشهار والخيال، وبالمجلات الاجتماعية وبرامج الطبخ. وخلصت لمريني إلى أنه، إلى جانب التحسيس، فإن الهدف الأساسي من هذه المرحلة يتمثل في مقاربة عامة للبرامج التلفزية واستخراج توجهات، مع "طموح مهني ومواطن" من قبل هيأة تقنين المشهد السمعي البصري، للمساهمة في الورش الكبير المتعلق بتفعيل حقوق النساء، والحرص على حرية التواصل.