أطلقت الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا زمور زعير، أمس الثلاثاء بالرباط، حملة تحسيس لفائدة 200 تلميذ وتلميذة بالمدرسة الابتدائية أحمد الشرقاوي، لتوعيتهم بمخاطر آفة الرشوة على المجتمع، في انتظار تنظيم هذه الحملة بباقي مؤسسات التعليم الابتدائي بجهات المملكة. السفير الفرنسي: فرنسا تدعم مبادرات المغرب لمكافحة الرشوة برنامج الحملة التحسيسية يهدف إلى تربية الأطفال على قيم النزاهة والاستقامة والمواطنة وقعت، بالمناسبة، اتفاقية إطار للتعاون والتبادل بين الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة والسفارة الفرنسية بالمغرب. وبموجب هذه الاتفاقية، تعمل السفارة الفرنسية على دعم عملية التحسيس، التي تباشرها الهيئة، من خلال مساعدتها في طباعة قصص مصورة تعالج إشكالية الرشوة، وتنظيم تظاهرات موجهة للأطفال، والنهوض بالتعاون في المشاريع التحسيسية المتعلقة بالرشوة، ودعم التعاون المؤسساتي مع المنظمات الفرنسية التي لها الاهتمام نفسه. وقال عبد السلام أبودرار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، إن "برنامج هذه الحملة التحسيسية يهدف إلى تربية الأطفال على قيم النزاهة والاستقامة والمواطنة، من خلال تقديم عروض مسرحية بالدمى المتحركة، وتوزيع قصص مصورة على الأطفال تعالج آفة الرشوة". وأشار أبودرار، في تصريح ل"المغربية"، على هامش هذه التظاهرة، إلى أن البرنامج يستهدف مؤسسات التعليم الابتدائي بجميع جهات المملكة، وأن الانطلاقة كانت من مدرسة أحمد الشرقاوي الابتدائية بالرباط، مضيفا أن هذا البرنامج سبق إطلاقه في معرض الكتاب بالدارالبيضاء، حيث عرضت، لأول مرة، مسرحية بالدمى المتحركة بعنوان"عمي معسول"، كانت تهدف إلى تمكين الحاضرين من التعرف على بعض مظاهر الرشوة، وتنبيههم إلى أخطارها وآثارها على الأفراد والمجتمع وحثهم على رفضها واستنكارها. وأضاف أن هذا البرنامج سيعمم على مؤسسات التعليم الابتدائي، بشراكة ودعم من مصالح التعاون بالسفارة الفرنسية، موضحا أن التفكير في هذا البرنامج جاء من منطلق أن مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، على الصعيد العالمي، تقوم على أربعة أعمدة أساسية، تهم التحسيس والتربية والتوعية من الصغر، والوقاية، والزجر، والتعاون على الصعيد المحلي والوطني والدولي، لأن الفساد عابر للقارات ولا يقتصر على بلد معين. وأبرز أبودرار أن هناك برامج أخرى في المستقبل في هذا الاتجاه، فضلا عن طباعة كتب مصورة موجهة للتلاميذ، تعالج قضايا الرشوة. من جهته، قال محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، "إن المنظومة التربوية تتولى تدريس القيم وبناء شخصية المواطن، والمدرسة هي الوسط الطبيعي الذي سيمكن الناشئة من تًمثُل هذه القيم". وأضاف أن "جهود الحكومة لتخليق الحياة العامة وضمان مناخ الأعمال والانفتاح على العالم الخارجي، رهينة بتربية الناشئة على القيم الحميدة، لذا اخترنا ألا يكون التحسيس خطابا مباشرا، وإنما خطابا تربويا، يمر عبر الأنشطة الفنية والنوادي المسرحية والخرجات التثقيفية وزيارة الإدارات العمومية، لأن ذلك يمكن التلميذ من أن يتًمثًل هذه القيم وينقلها إلى أقاربه ومحيطه. من جهته، قال شارل فريز، السفير الفرنسي بالمغرب، في انطلاق البرنامج التحسيسي، إن "آفة الرشوة تمس جميع دول العالم بدون استثناء، والفساد يخرب أسس دولة القانون، ويساهم في التمييز بين المواطنين في الحصول على حقوقهم". وأضاف أن فرنسا تدعم، منذ سنوات، مبادرات السلطات المغربية الرامية إلى مكافحة الرشوة، مشيرا إلى أن دور الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة يرتكز بالأساس في هذا الاتجاه، منوها بالعمل الكبير للهيئة. وأبرز السفير الفرنسي أن قرار إعطاء الهيئة صفة هيئة للحكامة الجيدة في إطار دستور 2011، خير دليل على الثقة التي تحظى بها هذه المؤسسة، وكذلك إرادة المغرب لجعل محاربة الرشوة أولوية في المبادرة العمومية، التي تنخرط فيها مختلف مكونات المجتمع. وأضاف أن فرنسا تساند عمل الهيئة منذ سنوات، وأن هناك مبادرات مشتركة نفذت في مجال تكوين الأطر والصحافيين. وقال "نتمنى أن نذهب أبعد من ذلك، من خلال العمل على مأسسة هذه الشراكة والرفع من الدعم المالي في هذا الإطار". وتحدث عن تخصيص أزيد من 500 ألف درهم لتنفيذ الاتفاق الإطار، وقال إنه سيعطي مبادرات مثمرة.