أفاد بلاغ لوزارة الداخلية، أمس الخميس، أنه جرى إيقاف عشرات المواطنين المغاربة الموجودين في وضعية غير قانونية والمقيمين بالجزائر على الحدود المغربية الجزائرية بصفة مؤقتة. وأكد البلاغ أن "هؤلاء المواطنين، الذين كانوا يرغبون، على الأرجح، في الاحتفال بعيد الأضحى رفقة ذويهم بالمغرب، حاولوا عبور الحدود بين البلدين مشيا على الأقدام". وأوضح المصدر ذاته أن "التدفق المهم لهؤلاء الأشخاص، الذين حاولوا عبور الحدود المغربية الجزائرية بشكل غير قانوني، تطلب مراقبة صارمة بهدف تجنب أن يتمكن أفراد ذوو نيات سيئة من الولوج إلى التراب الوطني". وأضاف أنه "نظرا للإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات المغربية ردا على التهديدات الإرهابية الحقيقية التي تستهدف المغرب، جرى، بشكل خاص، تعزيز عمليات المراقبة على مستوى مختلف نقاط العبور إلى المملكة". وكان محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، أكد خلال اجتماع رفيع المستوى نظمته لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء المنصرم، بمقر الأممالمتحدة، أن الجهود المبذولة من قبل المصالح الأمنية المغربية لمواجهة التهديدات الإرهابية الداخلية لن تحد في شيء من مساهمة المملكة في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي، سيما من خلال تقاسم المعلومات الاستخباراتية المهمة جدا، التي أدت إلى إفشال العديد من المؤامرات الإرهابية ضد البلدان الصديقة. يشار إلى أن عقد الخلية الإرهابية التي كانت تنشط الناظور ومليلية بدأ ينفرط يوما بعد آخر، إثر تمكن تحريات الأجهزة الأمنية من الوصول إلى معطيات دقيقة أماطت اللثام عن أسرار قد تساعد في كسر شوكة التنظيمات التي تمد "داعش" بالموارد المادية والبشرية. ففيما أظهر البحث الجاري مع الخلية المكلفة باستقطاب وتجنيد مقاتلين مغاربة، قصد تعزيز تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق، أن أفرادها كانوا أطلقوا على أنفسهم اسم "أنصار الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى"، نجحت المعلومات الثمينة التي مدت بها الأجهزة الأمنية المغربية نظيرتها الإسبانية في الوصول إلى الزعيم المفترض للخلية، الذي أمر قاضي بالمحكمة الوطنية، أعلى هيئة جنائية بإسبانيا، يوم الأحد الماضي، بحبسه. وكشف بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن عناصر هذه الخلية كانت، في الآونة الأخيرة، عقدت العزم قصد الالتحاق فرادى بصفوف "الدولة الإسلامية" بالمنطقة السورية العراقية، بعد أن كثفت اتصالاتها بالجهاديين المغاربة ضمن هذا التنظيم الإرهابي، الذين يتوعدون بالعودة إلى المملكة للقيام بالأعمال الوحشية والهمجية نفسها التي يرتكبونها في حق الجنود السوريين والعراقيين وكل من يقف في طريقهم. غير أنه غداة تكثيف الضربات الجوية لقوات التحالف بالمنطقة السورية العراقية وما رافق ذلك من قيود أمنية حول المتطوعين للجهاد بهذه المنطقة، قرر أعضاء هذه الخلية، يضيف البلاغ، الالتحاق بما يسمى "جند الخلافة" بالجزائر، الذي أعلن، أخيرا، ولاءه لتنظيم "الدولة الإسلامية" بعد تبنيه إعدام الرهينة الفرنسية هرفي غوردل، كرد فعل إزاء انضمام فرنسا للتحالف السالف الذكر.