تمكنت مصلحة الشرطة القضائية بأمن البرنوصي في الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم، من وضع حد لنشاط لص محتال متخصص في سرقة الحسابات البنكية للمواطنين، بعد الحصول على بطاقاتهم البنكية وأقنانها السرية بطرق ملتوية، قبل الشروع في استخراج الأموال من الشبابيك البنكية الأوتوماتيكية. (أيس بريس) وبلغ عدد الضحايا الذين تعرفوا على المتهم، من مواليد 1968، 16 ضحية، فيما بلغت الأموال التي غنمها أزيد من 40 مليون سنتيم، في انتظار حصر اللائحة النهائية لجميع الضحايا، بعد تعميم برقية على صعيد ولاية الدارالبيضاء، إذ كشف التحقيق أنه كان يمارس نشاطه على صعيد الدارالبيضاء، منذ سنة 2012. وقال عبد الفتاح عجاني، عميد الشرطة، رئيس الشرطة القضائية بأمن البرنوصي، إن المنطقة الأمنية توصلت بعدة شكايات من قبل مواطنين تعرضوا للنصب من قبل شخص يدعي مساعدتهم على استخراج أموالهم من الشباك البنكي، قبل أن يستولي بطرق ملتوية على بطاقتهم البنكية وقنها السري الذي يركبه الضحية أمامه، موهما إياه بكونها علقت بالشباك، ليشرع بعد ذلك في استخراج الأموال خصوصا نهاية الأسبوع، أيام الجمعة والسبت والأحد. وأضاف عجاني أن المصلحة باشرت تحريات معمقة، من خلال العمل على الشق العلمي والتقني، لتتمكن بمساعدة بعض الوكالات البنكية التي شهدت حالات السرقة، من تحديد المتهم والتعرف على هويته، مشيرا إلى أن التحقيق كشف أنه من قاطني قطاع البرنوصي، وأنه من ذوي السوابق العدلية، حيث أدين سنة 2010 بثمانية أشهر من أجل النصب والاحتيال. وأوضح رئيس الشرطة القضائية أن المحققين حبكوا خطة محكمة للإيقاع بالمتهم، إذ جرى استدراجه إلى كمين، بعد إخباره بالفوز في إحدى المسابقات، ويتحتم عليه الحضور إلى مكان معين لتسلم الجائزة، لتنطلي عليه الحيلة، ويقع في شباك عناصر الشرطة القضائية. واعترف المتهم، خلال التحقيق معه، أنه كان يعمد في نهاية الأسبوع إلى إدخال بطاقته البنكية مرتين بقن سري خاطئ، قبل حضور ضحيته المفترض، ليتدخل بطرقه الملتوية ويقنعه بمساعدته، نظرا لكون الشباك به عطب، ثم يأخذ منه البطاقة البنكية، وفي غفلة من الضحية، يستبدلها ببطاقته، ثم يدخلها في الشباك، ويطلب من الضحية أن يركب القن السري، الذي يكون خاطئا للمرة الثالثة، ما يجعل الشباك البنكي يحتفظ بالبطاقة البنكية. ويقنع المتهم الضحية بأن بطاقته بقيت عالقة داخل الشباك بسبب العطب، وأنه عليه العودة في بداية الأسبوع من أجل استرجاعها من الوكالة البنكية، وبمجرد مغادرته مكان الحادث، يطلع على رصيد الضحية، ويشرع في استخراج النقود، إذ يصل المبلغ في بعض الأحيان إلى 20 ألف درهم يستخرجها على دفعات، كما كان يقوم بشراء بعض الأثاث والديكور والأكسسورات من الأسواق التجارية الكبرى، باستعمال البطاقات البنكية المسروقة، قبل أن يفطن الضحايا إلى عملية النصب، ويوقفوا العمل بها. وحجز محققو الشرطة القضائية بمنزل المتهم مجموعة من الحلي، وحقائب يدوية للنساء، وهواتف محمولة، وحواسيب، وجهازي تلفاز، وزراب، وآلة غسيل، ومحجوزات أخرى، اقتناها المتهم بالأموال المسروقة. وبين التحقيق أن المتهم، وبعدما ظهرت عليه أثار النعمة، قام بتطليق زوجته الأولى، بعدما أنجب منها بنتين، وتزوج بشابة أخرى كانت تشتغل معه سابقا عندما كان يعمل خياطا، بيد أن التحقيق كشف أنها لا تعرف أي شيء عن نشاط المتهم. وأعلن مصدر أمني أن التحقيق مايزال متواصلا مع المتهم لمعرفة باقي العمليات الاحتيالية التي قام بها، وتحديد الضحايا، مشيرا إلى أنه سيحال على العدالة، بعد انتهاء التحقيق، بتهمة "السرقة والنصب والاحتيال".