توج الفيلم الأرجنتيني "اللاجئ" لمخرجته، ديكو ليرمان، بالجائزة الكبرى، مساء أول أمس السبت، في ختام فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا. (كرتوش) وحازت المخرجة الأزبكية، سعودات إسماعيلوفا، على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمها الروائي الطويل "أربعون يوما من الصمت"، فيما فازت كاتبة السيناريو المصرية، وسام سليمان، بجائزة أفضل سيناريو، عن فيلم "فتاة المصنع" لمخرجه المصري، محمد خان، وظفر الطفل راماسان مينكايلوف بجائزة أفضل دور رجالي عن دور البطولة، الذي برع في تجسيده في فيلم "الرجل الصغير" لمخرجته النمساوية، سودابه مورتيزاي، وحصلت الممثلة النرويجية، أمريتا أشاريا، على جائزة أفضل دور نسائي عن دورها في فيلم "أنا لك" لمخرجته النرويجية، إيرم حق. وكرم المهرجان، خلال حفل الاختتام، المخرجة اليابانية ناومي كاواسي، صاحبة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي سنة2007، والمنتجة والممثلة السينمائية المغربية خديجة العلمي. وبخصوص الأعمال الفائزة بجوائز المهرجان، قالت عائشة بلعربي، رئيسة لجنة التحكيم " إنه بالنظر لجودة الأعمال السينمائية المشاركة والمكونة من 12 فيلما سينمائيا، ونظرا للعمق الذي تناولت به هذه الأفلام موضوع المرأة، كان من الصعب على اللجنة اختيار الأفلام الخمسة الفائزة بالجوائز، إلا بعد اللجوء إلى دراسة ومناقشة معمقة"، مشيرة إلى أن الصعوبة تكمن بالأساس في المعالجات المتنوعة والمتفردة لقضية المرأة. وأشارت بلعربي في تصريح ل"المغربية" إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، سواء التي تنتمي إلى المغرب أو أوربا أوآسيا، أمريكا اللاتينية، أو كندا أو الوطن العربي والمغاربي، كانت كلها أفلام غنية من حيث المواضيع التي تطرقت لمعالجة موضوع المرأة. وأضافت أنه من خلال بعض الأفلام المعروضة، تبين أن العنف ضد النساء في جميع أنحاء العالم، وليس منحصرا في بلد معين. وأوضحت بلعربي أن لجنة التحكيم التي ترأسها، والمكونة من خمس نساء، كانت متكاملة حيث إن كل أعضائها سينمائيون، وكانت لهن وجهات نظر مختلفة، لم تكن تقتصر على الدفاع على حقوق النساء وإن كانت هذه المسألة أساسية بالنسبة إليهن، مشيرة إلى أنه كانت هناك أفلام من إخراج نساء وأخرى من إخراج رجال، وأن الفيلم الذي فاز بالجائزة الكبرى كان منتجه رجلا. وأكدت بلعربي أن اللجنة اشتغلت بموضوعية وبصراحة ونقاش قوي أحيانا، خلال تقييم الأعمال المشاركة في المسابقة، موضحة أنه تم الاعتماد على مجموعة من الأمور التقنية خلال التقييم، من بينها أصل الفيلم والرسالة التي يريد أن يبلغها وغيره. وإلى جانب عائشة بلعربي، ضمت لجنة تحكيم المهرجان في عضويتها كل من الممثلة المغربية سعيدة باعدي، والمنتجة البوركينية سارة بويين، والمُنتجة الفرنسية كارين بلان، والأكاديمية السينمائية البلغارية دينا يوردانوفا، فيما غابت المخرجة اليونانية بيني بانايوتوبولو والممثلة المصرية غادة عادل لظروف منعتهما من الحضور. وسبق أن كرم المهرجان، خلال حفل افتتاحه كل من الممثلة المصرية وفاء عامر، والممثلة المغربية زاهية الزهري. كما تم تكريم مجموعة من الوجوه الفنية المغربية من أبناء مدينة سلا، بمناسبة تدشين المركب الثقافي "الملكي" بالمدينة العتيقة بسلا، ويتعلق الأمر بالممثلة المغربية سعاد النجار وفاطمة بلمزيان وأمال النمار وبوشرى أهريش وأحمد الناجي ومحمد بلفقيه. كما تم تكريم سناء عكرود، التي أخرجت فيلما ومثلته بمدينة سلا. وشهدت فعاليات المهرجان الذي انطلق الاثنين الماضي، وتواصل لستة أيام، عرض 12 فيلما روائيا طويلا من 12 بلدا أمام لجنة التحكيم بفضاء هوليود السينمائي. وناقشت هذه الأفلام موضوعات ذات صلة بالمرأة، من خلال زوايا مختلفة وسياقات ثقافية متباينة شملت، معانات المرأة وآمالها، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعيش في ظلها في بلدان مختلفة. واختار منظمو المهرجان هذه السنة لبنان، البلد الضيف، في دورته الثامنة، حيث تم عرض عدد من الأفلام الروائية اللبنانية الطويلة خارج المسابقة الرسمية، ارتبطت أيضا بقضايا المرأة. كما تم عرض مجموعة من الأفلام المغربية خارج المسابقة. ونظمت خلال هذه التظاهرة السينمائية ورشات كتابة السيناريو، التي تستهدف تمكين المشاركين من اكتساب فكرة واضحة عن كتابة السيناريو والمسار الواجب اتباعه انطلاقا من القصة، ومختلف مراحل التطور الدرامي للشخصيات. وتستهدف هذه الورشات التي أشرف عليها كتاب سيناريو محترفون ومهنيون سينمائيون مغاربة وأجانب الطلبة والتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، ومؤلفي قصص لم يتلقوا أي تكوين في كتابة السيناريو. وكانت اللجنة المنظمة حريصة على انفتاح المهرجان على آفاق جديدة وعلى بلدان أخرى عديدة، وأن تكسب صداقات جديدة، وأن تجمع ثلة من المفكرين والفنانين، الذين جعلوا من الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص سلاحهم في معركة النضال من أجل عالم أفضل، عالم يقود إلى نبذ الظلم واللامساواة ورفض كل أنواع العداء التي تولد الكراهية وكافة صور النفاق.