أذاع متشددون جزائريون تسجيلا مصورا يظهرهم وهم يذبحون الفرنسي ايرفيه جوردل الذي خطف الأحد الماضي، فيما وصفته الجماعة بأنه رد على عمل فرنسا ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. الرئيس الفرنسي هولاند يؤكد في الأممالمتحدة ذبح مواطنه يبين الفيديو جوردل، وهو سائح عمره 55 عاما من نيس - جاثيا على ركبتيه وذراعاه مقيدتان وراء ظهره أمام متشددين ملثمين قرأوا بيانا باللغة العربية ينتقد التدخل العسكري من جانب فرنسا. من جهة أخرى، طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كل الدول بسن قوانين تجرم بشدة سفر مواطنيها إلى الخارج للقتال مع جماعات متشددة أو تجنيد آخرين أو تمويلهم للقيام بذلك في تحرك آثاره صعود تنظيم الدولة الإسلامية. وفي جلسة رأسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء وافق المجلس المؤلف من 15 دولة بالإجماع على مسودة قرار صاغته الولاياتالمتحدة يلزم الدول "بمنع وقمع" تجنيد وسفر المقاتلين المتشددين للمشاركة في الصراعات الخارجية. ويعكس تحرك الأممالمتحدة تنامي القلق الدولي من الأعداد المتزايدة للمقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد وما يشكلونه من تهديد لدى عودتهم إلى أوطانهم. ويقول خبراء إن نحو 12 ألف مقاتل من 70 دولة انضموا للجماعات المتشددة في سورياوالعراق. ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى استراتيجية شاملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تشمل "جيشنا" قبل جلسة اليوم الجمعة يصوت خلالها البرلمان البريطاني على ما إذا كانت لندن ستنضم إلى الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الجماعة في العراق. وقال كاميرون أمام جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن ذبح اثنين من الصحفيين الأمريكيين وموظف إغاثة بريطاني بيد مقاتل يتحدث بلكنة بريطانية "يبرز الطبيعة المباشرة والحادة لهذا التهديد". وأضاف "يجب أن تعمل استراتيجيتنا بالتوافق مع الدول العربية وتعمل دائما لدعم الشعب المحلي وبالاتساق مع التزاماتنا القانونية وفي إطار خطة تتضمن مساعداتنا ودبلوماسيتنا و..نعم.. جيشنا". وتابع "نحن في حاجة للعمل وأنا في حاجة للعمل الآن". صدر القرار بموجب البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة مما يجعله ملزما قانونيا للدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة ويعطي مجلس الأمن سلطة فرض القرارات بالعقوبات الاقتصادية أو بالقوة. ويعمل أوباما على تشكيل تحالف عالمي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي أثار صعوده السريع وسيطرته على مساحات واسعة من أراضي سورياوالعراق ذهول الشرق الأوسط والذي يحث أتباعه على مهاجمة مواطني دول عدة. وشنت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة غارات جوية على العراق ومدت حملتها الجوية إلى سوريا يوم الثلاثاء. وانتهز الرئيس الأمريكي فرصة الخطاب السنوي الذي ألقاه في الأممالمتحدة أمس الأربعاء لدعوة مقاتلي الدولة الإسلامية إلى "ان يتركوا ميدان المعركة" قبل أن تفوتهم الفرصة وحث العالم على دعم الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين في العراقوسوريا. وقال أوباما في كلمته في نيويورك انه لا بد من تدمير تنظيم الدولة الإسلامية في حين يعكف رئيس الوزراء البريطاني على بحث ما إذا كانت بلاده ستنضم إلى الحملة العسكرية التي تضم أيضا حلفاء عرب للولايات المتحدة. وقال أوباما بعد موافقة مجلس الأمن على القرار "يجب أن تترجم الأقوال التي ترددت هنا إلى أفعال لأنه لو كان هناك تحد في عالمنا المتشابك هذا لا تقوى عليه دولة واحدة فهو هذا (التحدي) - الإرهابيون يعبرون الحدود ويهددون بإطلاق حملة عنف لا توصف". ورأس أوباما جلسة مجلس الأمن لان الولاياتالمتحدة هي الدولة التي ترأس المجلس في الشهر الحالي. وعبر قرار الأممالمتحدة عن القلق من ان "المقاتلين الإرهابيين الاجانب يزيدون شدة الصراعات ومدتها وتداخلها وهم قد يشكلون أيضا تهديدا خطيرا على دول المنشأ وعلى الدول التي يعبرون فيها والدول التي يسافرون إليها". وقال رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، إن بلاده أوقفت استخدام جوازات سفر أكثر من 60 أستراليا لمنعهم من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط.