ودعت فتيحة، صباح أمس الجمعة، ابنها عصام وداعا بلا عودة، بعد وفاته، صباح أول أمس الخميس، بساحة مدرسة الحنصالي بالمحمدية، فأعادت الفاجعة نار الفراق الذي مسها منذ حوالي 8 سنوات حين فقدت ابنا آخر في مدرسة بالدارالبيضاء. بكت الأم المكلومة بحرقة ضياع ابن لم تمهله الموت لضمه إلى صدرها ومعانقته قبل دفنه بمقبرة المحمدية، في الوقت الذي كانت تنتظر، إلى غاية ظهر أمس الجمعة، نتائج التشريح الذي خضعت له جثة الضحية بالدارالبيضاء. وقالت الأم وهي تبكي حرقة وفاة ابنها ل"المغربية" إنها لم تنس بعد فراق ابنها عبد السلام، الذي كان يبلغ من العمر 14 سنة، وتوفي في ساحة إعدادية الجاحظ بالدارالبيضاء. وفاجأت الموت فتيحة مرة أخرى بفاجعة موت ابنها عصام بعدما ودعته، صباح أول أمس الخميس بالمدرسة، لتعود إلى المؤسسة التعليمية في اليوم نفسه وتبكيه بقلب يرتجف ودموع لا تجف، في حين بدأ عدد من أصدقاء الضحية يواسونها ويبكون ضياع رفيق الدرب والمدرسة. وكانت فتيحة عادت إلى مدرسة الحنصالي بعد ظهر أول أمس الخميس، حيث واجهت مدير المؤسسة وأعوانه وحاولت البحث عن أسباب وفاة ابنها في الساحة، وقالت ل"المغربية" إنها تطالب المسؤولين عن الشأن التربوي بإنصافها عبر شفافية التحقيق في الموضوع، وتطالب بمعاقبة المتورطين في وفاة ابنها في حالة إثبات ذلك. وبدوره قال مدير المؤسسة ل"المغربية" إنه لا يمكنه توجيه أي اتهام، وأن التلميذ توفي بساحة المؤسسة، وقت الاستراحة، وأنه بعدما بعث من يطلب من ذويه الحضور بسرعة، اتصل بالمسؤولين من أجل إخبارهم بالحادثة. وقبل الإعلان عن نتائج التشريح وتشييع جنازة الضحية، امتنع عدد من التلاميذ، صباح أمس الجمعة الالتحاق بالمؤسسة، تقول مصادر مطلعة، إذ أن عددا منهم عبروا عن خوفهم، ما جعل فعاليات جمعوية بالمنطقة تطلب استدعاء مساعدة اجتماعية للالتحاق بالمدرسة، الاثنين المقبل.