غاب المخرج العالمي مارتن سكورسيزي ليلة أول أمس الاثنين عن العرض الخاص لفيلمه "الرجل الأيرلندي" (ذا أيرشمان) في رابع أيام الدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم. وتأسف مارتي كما يحلو لأصدقائه مناداته، في فيديو قصير بث لدى انطلاق الحفل الخاص، عن عدم حضوره فعاليات هذه التظاهرة السينمائية التي اعتاد المشاركة فيها سواء كرئيس لجنة تحكيم، أو كمحتفى به، أو ضيف من العيار الثقيل. وبدوره تمنى النجم روبير دينيرو من خلال فيديو قصير بث قبل انطلاق العرض الخاص، أن يحظى "ذا أيرشمان" بإعجاب الجمهور المغربي، متأسفا بدوره على عدم حضوره لفعاليات المهرجان، بعد أن حظي بتكريم خاص خلال الدورة الماضية. وأوكلت مؤسسة المهرجان مهمة تقديم فيلم "الرجل الأيرلندي" أمام نجوم السينما العالمية بقصر المؤتمرات في المدينة الحمراء، للسينمائي الأمريكي هارفي كايتل، الذي يحتفظ لسكورسيزي بمكنة خاصة في قلبه واعتراف كبير بفضله في انطلاق مسيرته الفنية. وانتهز كايتل الفرصة ليوجه تحية حب لسكورسيزي، الذي يتحدر مثله من مدينة نيويورك، قائلا، "مارتي آمن بي ومنحني عملا في وقت لم يرغب أحد في العمل معي". ويقدم الفيلم سيرة ملحمية لرجل تحول من سائق شاحنة متواضع إلى قاتل مأجور خلال حقبة سياسية حساسة من تاريخ الولاياتالمتحدة. يشهد هذا الفيلم، الذي يجسد فيه دور الطولة كل من روبرت دي نيرو، وآل باتشينو وجو بيشي، عودة سكورسيزي إلى نمط أفلام الجريمة التي صنعت اسمه خلال العقود الأربعة الماضية مثل "سائق التاكسي" (تاكسي درايفر) و"رفاق طيبون" (جود فيلاز) و"كازينو". ويتناول فيه على مدى ثلاث ساعات ونصف العلاقة المعقدة بين عالمي السياسة والجريمة في الولاياتالمتحدة، في الفترة التي تزامنت مع تولي جون كينيدي رئاسة الولاياتالمتحدة. ولعل أهم ما يميز الفيلم هو اعتماده على أسلوب السرد المفكك، أو السرد خارج التسلسل الزمني، إذ ينتقل سكورسيزي بين الحاضر والماضي القريب والبعيد ليكشف لنا أبعاد تطور شخصية شيران وعلاقاته بمن حوله. واستغرق صنع الفيلم نحو 15 عاما، إذ كان دينيرو أول من تحمس للقصة بعد أن قرأ نسخة من رواية برانت قبل أن يعرضها على سكورسيزي الذي أراد أن يخرج فيلما مقتبسا عنها. ويمثل هذا أول تعاون بين سكورسيزي وباتشينو والتاسع بين سكورسيزي ودي نيرو، كما يمثل الظهور الثالث لكل من دي نيرو وباتشينو في فيلم واحد بعد فيلمي (هيت) والجزء الثاني من ثلاثية "الأب الروحي" (ذا غاد فاذر).