سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسدال الستار على فعاليات الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للتنقل المستدام بمراكش أنور بنعزوز : المؤتمر يأتي وفاء لمبادرة الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب الخاصة بالتنقل المستدام
أسدل الستار، أمس الثلاثاء بمدينة مراكش، على أشغال الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للتنقل المستدام، الذي نظمته الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بشراكة مع الفيدرالية الدولية للطرقIRF والجمعية الأوربية لأصحاب امتياز الطرق السيارة بالأداءASECAP. وناقش المشاركون خلال هذا المؤتمر الذي نظم حول موضوع "النقل الطرقي والتنقل المستدام لمستقبل مستدام"، الطرق الجديدة لتخطيط المشاريع وتنفيذها، والتي تضع الاستدامة وتوقع آثار تغير المناخ في قلب نموذج التصميم والبناء والتطوير، وصيانة شبكة الطرق، بهدف توفير بنية تحتية أكثر مرونة وآمنة. وكشف المشاركون عن طرق التمويل الجديدة، والمفاهيم، والنجاحات والتحديات، وخاصة حول التمويل الأخضر وأدواته مثل "السندات الخضراء والاجتماعية والسندات المستدامة"، والتي تهدف إلى تعبئة الموارد وتشجيع المشاريع الخضراء والمسؤولة اجتماعيا والمستدامة. وشكل هذا المؤتمر فرصة للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، لتسليط الضوء على التطورات في مجال السلامة والنقل والتنقل المستدام، لا سيما في ضوء السياق الدولي الغني والجهود الوطنية المهمة. بالإضافة إلى استكشاف الآليات الجديدة للتمويل الأخضر الموضوعة في إطار التمويل المناخي، وبدء التفكير لتطوير منظومة حقيقية حول السلامة والنقل الطرقي والتنقل المستدام ، والتذكير بالموقف المغربي والتواصل مع المجتمع الدولي حول التزام المملكة بالمحافظة على البيئة والأمن والتنقل المستدام. وكانت دورة هذه السنة، فرصة للمشاركين لمناقشة الأفكار والآراء بشأن التطورات والتجارب التي تمت على المستوى الدولي من أجل إدراك التحديات المستقبلية ، وكذلك الفرص الناشئة عن التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الرقمية ، التي تمثل آفاقًا جذابة لقطاع النقل ، لا سيما بهدف ضمان المزيد من الأداء والسلامة على شبكة الطرق. وركز المشاركون في تدخلاتهم على التحول الحقيقي لقطاع النقل والتنقل، لا سيما بفضل الخصائص التكنولوجية الجديدة للاستخدامات الجديدة والخدمات الجديدة، وكذلك ظهور شركات جديدة، أو قطاعات جديدة واعدة من النشاط ، والتي تسهم في استخدام NICTs للحد من انبعاثات غازات الدفيئة ولأمن أكبر ، لا سيما مع نظم المعلومات الجغرافية والموقع الجغرافي. وتميزت أشغال هذا المؤتمر الدولي بتقديم تحليل شامل للسلامة على الطرق وفك رموز مؤشرات الأداء لفهم القضايا والآثار وإجراءات التخفيف التي نشرتها الجهات الفاعلة المختلفة ، لتقديم نظرة عامة ومشتركة بخصوص الالتزامات الدولية للسلامة على الطرق ومشاركة قصص النجاح والتحديات ومعالجة دور القطاع الخاص في السلامة على الطرق ومشاركته البحثية والتطوير ، بما في ذلك تطوير تقنيات جديدة للمساعدة في تصميم وإنتاج سيارات أكثر مرونة وأكثر أمانا. وحسب أنور بنعزوز المدير العام لشركة الطرق السيارة بالمغرب، فإن هذه التظاهرة الدولية تأتي وفاء لمبادرة التنقل المستدام التي أطلقتها الشركة بمناسبة مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22". وأضاف بنعزوز أن هذا المؤتمر يهدف إلى مشاركة الالتزام الدولي للمملكة فيما يتعلق بالتنقل المستدام والسلامة على الطرق. وعلى مستوى الطاقة، أكد بنعزوز أن الشركة قامت بوضع محطات لإنتاج الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية على مستوى محطات الأداء، موضحا أن ذلك مكن من تعزيز الفعالية الطاقية للطرق السيارة، مما يعكس طموح الشركة لتصبح منتجة للطاقة. وأشار إلى أن الشركة تراهن، في إطار إستراتيجيتها للتنمية المستدامة، على مشاريع هامة على مستوى المبدلات، وهو ما يمثل الوسيلة المثلى للجمع بين النقل الطرقي والنقل الحضري. وستمكن هذه المشاريع، يضيف السيد بنعزوز، من تنفيذ استراتيجية الاعتماد على وسائل نقل متنوعة بهدف التخفيف من أضرار النقل الطرقي والمساهمة في تيسير حركة السير بالمدن. وفرض المؤتمر الدولي حول التنقل المستدام، الذي تم إطلاقه في 2016 ، وهي السنة التي نظم فيها المغرب الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في مراكش "كوب 22" ، نفسه كحدث دولي هام. ومكنت الدورة الأولى من هذا المؤتمر التي تم تنظيمها بمدينة الرباط يوم 20 شتنبر 2016 ، أي قبل أيام قليلة فقط من انعقاد كوب 22 في مراكش، تحت شعار "وضع معالم من أجل تنقل مستدام"، من توجيه نداء إلى السلطات المحلية والفاعلين في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، للتفكير في مدى دور التنقل في مكافحة التغيرات المناخية، وذلك للحد من انبعاثات البصمة الكربونية بشبكات النقل، في حين أسفرت أشغال الدورة الثانية، التي انعقدت في 16 ماي2017 بمراكش تحت شعار "التنقل المستدام: مواجهة تحديات إفريقيا في مجال التنقل المستدام" ، عن مجموعة من الخلاصات نتج عنها تقارب بين الطرق السيارة بالمغرب مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة(IRESEN)، وتموقع الطرق السيارةبالمغرب كرائد وفاعل مهمفي مجال التنقل المستدام في المملكة، خاصة من خلال تطوير منتجات جديدة للطاقة النظيفة وإنشاء محطات شحن كهربائية على محور طنجة-أكادير، كما ساعدت هذه الدورة في جعل المغرب في المقدمة لنقل المعرفة إلى البلدان الأفريقية المجاورة.
بعض المبادرات والمشاريع المنجزة من قبل الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب لتعزيز التنمية المستدامة والتنقل المستدام
الضغط بالجاف: اقتصاد في الماء وحماية للبيئة طورت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب تقنية الضغط بالجاف، والتي تسمح بإعادة استخدام المواد الناجمة عن الحفر، الجافة أو الجافة جدا، مع التذكير بأن المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي شيد أكبر حجم من الطرق السيارة باستخدام هذه التقنية. تم استخدام تقنية الضغط بالجاف التي طورتها الشركة الوطنية للطرق السيارة في بناء الطريق السيار الصخور-مراكش (100 كلم) ومراكش-أكادير (250 كلم). وهذه الطرق السيارة تتطور في الجزء الجاف من الجنوب المغربي. وكانت المواد الصخرية التي صودفت في بعض أقسام هذه الطرق السيارة في حالة جافة جدا (المحتوى المائي 1إلى2 في المائة) ، وتم استعمال تقنية الضغط بالجاف على هذه المواد إلى غاية ارتفاع يصل إلى 12 مترا. وأتاحت هذه التقنية الحفاظ على حوالي 4 مليارات لتر من المياه وتجنب تلويث البيئة بالقرب من الطريق السيار.
مشروع الطاقات النظيفة والمتجددة أكدت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب التزاماتها في مجال الطاقة من خلال تطوير مشاريع إنتاج الطاقة من مصادر متجددة. فمنذ 2016، أنشأت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب محطات لإنتاج الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في محطات أداء الشبكة. وحاليا، أصبح عدد كبير من محطات الأداء على الطريق بمحور الدارالبيضاء – مراكش يشتغل بواسطة الطاقة الشمسية باستقلالية تبلغ نسبة 100 في المائة خلال النهار. ومن جهة أخرى، قامت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بتعميم وتعزيز الفعالية الطاقية للطرق السيارة، وخاصة من خلال استخدام مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء (ليد) مع طموحها في بلوغ طريق سيار بتوليد ذاتي للطاقة.
الطريق السيار الأخضر والمرن مع عدم الانتظام المكاني والزماني للتساقطات المطرية، نتيجة التغيرات المناخية، يهدد هذا الأخير شركة الطرق السيارة بمختلف الأخطار مثل الفيضانات أو الجفاف، وهكذا، نفذت الشركة الوطنية مشروعا تجريبيا، بتطبيقات ملموسة على نطاق مصغر. وتم دعم هذه الجهود من خلال المساعدة التقنية للوكالة الألمانية للتنمية (GIZ) في إطار "التكيف مع التغيرات المناخية / تنفيذ بروتوكول ناغويا / ACCN". وهكذا ، بفضل البحث والتطوير، ابتكرت الطرق السيارة بالمغرب حلولها الخاصة من خلال تنفيذ مشروعها التجريبي "مكافحة التآكل النباتي - البيولوجي" بإجراء تطبيقات ملموسة. وفي إطار هذا المشروع الرائد، تمت معالجة حوالي 30 هكتارا معرضة لخطر التعرية والانزلاق بواسطة هذه التقنية النباتية-البيولوجية الجديدة.
تدبير النفايات بهدف خفض ما يقارب 3000 طن من النفايات يتم طرحها سنويا على طول شيكة الطرق السيارة، وأثر هذه الظاهرة على البيئة، قامت الطرق السيارة بالمغرب بوضع مشروع لجمع النفايات بهدف تحويلها إلى منتوجات قابلة لإعادة الاستعمال في الطرق السيارة من قبيل المخاريط، والعلامات، وممتصي الصدمات، والأسوار وغيرها، ثم شرعت الطرق السيارة بالمغرب إلى وضع حاويات خاصة بكل صنف من القمامة على كل باحات الخدمة. هذه الصناديق الملونة تميز أنواع مختلفة من النفايات. لدى الشركة الوطنية قسم مخصص لجمع النفايات يدويا، يعمل على مدار 24 ساعة يوميا على طول شبكة الطرق السيارة الوطنية بأكملها.
سيولة المرور تعتبر سيولة المرور عاملا هاما في الحد من غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. في هذا السياق ، نفذت الشركة الوطنية مشاريع لتيسير حركة المرور، يتعلق الأمر أساسا بالاعتماد على التقنيات من أجل تجنب أو الحد من تشكيل الاختناقات المرورية على طول الطرق السيارة وضمان سيولة في حركة المرور. كما أنشأت الشركة قناة إذاعية للتواصل مع مستعملي الطرق السيارة حول حالة حركة المرور داخل الشبكة في الوقت الفعلي وكذلك استعمال الرسائل التفاعلية. إضافة إلى تنظيم حملات للتوعية والتحسيس بشأن السلامة الطرقية من أجل منح مستعملي الطريق السيار شبكة أكثر أمانا. ومع الأخذ في الاعتبار أن شبكة الطرق السيارة تستحوذ على 20 ٪ من حركة السير الوطنية، طورت الشركة الوطنية، إلى جانب هذه الوسائل، ممرات أوتوماتيكية ورقمنة حركة المرور وقواعد القيادة البيئية ومراكز مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تحترم المعايير الدولية من أجل تسهيل حركة المرور.
تدبير المخاطر المتعلقة بآثار التغيرات المناخية من خلال مواقع شبكة الطرق السيارة، فإنها تشكل عقبة أمام تدفق مياه الأمطار. وبالتالي، يجب عليها مواجهة الاندفاعات القوية جدا. وهو ما يضعف الشبكة ويشكل خطرا كبيرا للتآكل بالنسبة للمنحدرات (عدم ثبات التربة يؤثر على السلامة بالطرق السيارة). في مواجهة ذلك، أطلقت الطرق السيارة بالمغرب دراسة لتصنيف مخاطر عدم ثبات التربة على مختلف أقسام الطرق السيارة المعرضة لآثار التدفقات المطرية. وبالتالي، تم التحديد الدقيق لتوصيف مخاطر الانهيارات لما مجموعه 900 كلم. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الشركة مشروعا لتثبيت التربة بالطرق النباتية، إلى جانب مشروع آخر لاستعادة ومعالجة مياه الأمطار المندفعة إلى شبكة الطرق السيارة.
إعادة التشجير باعتبارها فاعلا ملتزما في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، بدأت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب في تعويض البصمة الكربونية عن طريق زراعة الأشجار على طول شبكة الطرق السيارة. خلال سنة 2018، بدأت الشركة الوطنية في المرحلة الثانية من أشغال تجديد بلوط الفلين (جراء بناء الطريق السيار المداري للرباط) على مساحة حوالي 300 هكتار. ويستمر هذا الإجراء مرة أخرى خلال هذه السنة.