التئم، اليوم الثلاثاء بمراكش، أكثر من 200 مشارك في الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي حول النقل المستدام، من ضمنهم خبراء، فاعلون، مستثمرون، لمناقشة مختلف القضايا ذات الصلة بالتنقل المستدام على ضوء التطورات التكنولوجية خلال السنوات الأخيرة. وستسمح هذه الدورة، بمناقشة استنتاجات مؤتمر الأطراف 24 للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 24"، فيما يتعلق بالمواضيع ذات الصلة بالتنقل المستدام وأهداف خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بهدف إعداد تقرير للجنة "كوب 25"، المقرر عقدها في الفترة من 2 إلى 13 دجنبر المقبل في العاصمة الاسبانية مدريد بعد انسحاب تشيلي. وشكل هذا اللقاء الدولي المنظم حول موضوع "النقل الطرقي والتنقل المستدام من أجل مستقبل مستدام، فضاء مهما يجمع الفاعلين والخبراء في مجال التنقل المستدام من جميع أنحاء العالم، وهي المبادرة التي أطلقتها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب في 2016، وهي السنة التي نظم فيها المغرب مؤتمر الأطراف 22 للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22". وأكد بيير كوبي رئيس فدرالية VINCI للطرق السيار بفرنسا على الأهمية التي يلعبها الطرق السيار في تعزيز التنقل المستدام بالمغرب، مشيرا إلى أن البنيات التحتية للطرق ساهمت في تعزيز السلامة الطرقية وهو ما جعلها تكتسي أهمية كبيرة في مجال التنقل المستدام. وأوضح بيير كوبي في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن القضايا المتعلقة بالتنقل المستدام تتضمن أيضا الجوانب المرتبطة بالمحافظة على البيئة ، مبرزا أن البنيات التحتية للطرق السيار ساهمت بشكل كبير في تقليص الانبعاث الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وفي هذا السياق، أكد رئيس فدرالية الطرق السيار بفرنسا أن البنيات التحتية للطرق السيار بإمكانها المساهمة في التنمية المستدامة من خلال تشجيع على الخصوص النقل الجماعي. وأشار إلى أن تنظيم هذا الملتقى الدولي يعكس مدى انخراط المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية في بلوغ الأهداف المتوخاة الرامية إلى تقليص ارتفاع مستوى حرارة الأرض بدرجتين. وشدد على المسؤولية الملقاة على عاتق الفاعلين المهتمين بهذا المجال من أجل تقليص مستوى الاحتباس الحراري وبلوغ الأهداف المتواخاة المتمثلة في تقليص انبعاث الغاز ب 42 في المائة في أفق 2030 والتي من شأنها العمل على خفض مستوى حرارة الأرض بدرجتين. وخلص إلى أن قطاع النقل يساهم بحوالي 95 في المائة، حسب بعض الدراسات في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في حين أن الطرق السيار تمثل سوى 20 في المائة من هذه الانبعاثات مما يتطلب العمل على تطوير البنيات التحتية الكفيلة بالحد من هذه الانبعاثات. وشكل هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من الشركة الوطنية للطرق السيار ة بالمغرب، بشراكة مع الفيدرالية الدولية للطرق IRF والجمعية الأوربية لأصحاب امتياز الطرق السيارة بالأداء ASECAP، مناسبة للتواصل بين الخبراء الأوربيين والمغاربة حول مختلف القضايا ذات الصلة بالتنقل المستدام. ويتمحور أشغال هذا اللقاء الدولي حول مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية همت على الخصوص "النقل الطرقي والتنقل المستدام: التحديات والفرص"، من خلال مقاربة وتحليل قضايا التنقل المستدام ومناقشة الفرص والتحديات التي تنطوي عليها، و"التكنولوجيات الجديدة والحلول والخدمات المبتكرة" من خلال مناقشة وإبراز مساهمة التكنولوجيات الجديدة في مجال التنقل المستدام"، و"توفير الطرق والتنقل الآمن" حيث ستكون فرصة لتبادل الآراء حول الإجراءات والوسائل القابلة للتطبيق في مجال السلامة من أجل تنقل أكثر أمنا. ويتمثل الهدف الرئيسي من خلال هذا المؤتمر الدولي، حسب المنظمين، في تحسيس مختلف المتدخلين وتعبئة الفاعلين وتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الجيدة ومواكبة مختلف المؤسسات لتقديم التزامات كبرى فيما يتعلق بالسلامة والتنقل المستدام، بالإضافة إلى استكشاف الآليات الجديدة للتمويل الأخضر الموضوعة في إطار التمويل المناخي، وبدء التفكير لتطوير منظومة حقيقية حول السلامة والنقل الطرقي والتنقل المستدام، والتذكير بالموقف المغربي والتواصل مع المجتمع الدولي حول التزام المملكة بالمحافظة على البيئة والأمن والتنقل المستدام.