أكد عدد من الخبراء المشاركين في ندوة نظمت أمس الجمعة بمراكش حول موضوع "الطرق السيارة بالمغرب أساس النقل المستدام"، أن المغرب يعتبر نموذجا في مجال المحافظة على البيئة على مستوى الطرق السيارة بافريقيا بالنظر الى كونه تمكن من انجاز عدة مبادرات للمحافظة على البيئة والتقليص من مستوى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وشددوا خلال هذه الندوة التي تندرج ضمن الانشطة الموازية التي تنظم بالمنطقة الخضراء في اطار مؤتمر كوب 22 ( 7- 18 نونبر الجاري)، على الأهمية التي يكتسيها قطاع النقل في تحقيق الاهداف المرتبطة بتقليص من أثر التغيرات المناخية التي تضمنتها اتفاقية باريس. وفي هذا الصدد، أبرزت المديرة التنفيذية للاتحاد الدولي للطرق السيدة سوزانا زامتارو، الدور البارز والاساسي الذي تلعبه الطرق في ضمان حركية التنقل، مما يستدعي العمل على المحافظة على هذا النظام ليكون ذات فعالية وعمليا كيفما كانت الظروف المناخية. وأشارت الى انه بفضل الجهود التي قامت بها المملكة خلال السنوات الماضية، أصبحت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب رائدة على المستوى الافريقي في تدبير ومكافحة التغيرات المناخية، وذلك بعد ان وظفت أفضل التكنولوجيات المستعملة على الصعيد الدولي في هذا المجال وتكييفها مع الظروف المناخية التي يعرفها المغرب. ولاحظت أن المغرب توفق في ادراج تقليص اثر الانبعاثات الغازية والتأقلم مع هذه التغيرات المناخية على مستوى شبكة الطرق السيارة بالمملكة من خلال عدة مبادرة قيمة. ومن جهته، أوضح منسق قطاع البيئة والمناخ بالوكالة الالمانية للتعاون الدولي السيد ميكاييل غاجو أن ارساء نظام مستدام في حركية النقل من شانه تقليص المخاطر وتعزيز البنيات التحتية للطرق ، مبرزا ان المغرب أعد منذ سنوات مشاريع ذات هدف استباقي لتقليص أثر التغيرات المناخية وضمان صيانة ناجعة للطرق السيارة . واضاف ان هذه الندوة تشكل مناسبة لتقاسم الافكار والتجارب الناجحة في المحافظة على البنيات التحتية ، داعيا المغرب الى نقل تجربته الرائدة والمبدعة في مجال المحافظة على البيئة بشبكة الطرق السيارة الى بلدان أخرى. أما الخبير الفرنسي في مجال المناخ السيد باتريك ميرسيي، فأكد من جانبه أن المبادرات التي يقوم بها المغرب من اجل الرفع من جودة الطرق السيارة ساعدت على تخفيض من نسبة الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري. وفي هذا السياق، أكد المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة السيد أنور بنعزوز ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه الندوة كانت مناسبة لعرض اهم منجزات الشركة فيما يتعلق بحماية البيئة، ومن بين هذه المبادرات تثبيت الارض للحد من انجرافات التربة عبر غرس النباتات، حيث تم غرس ثلاثة ملايين شجرة وان الشركة بصدد غرس 800 الف شجرة أخرى . وأبرز أن الشركة تسعى الى الاعتماد بشكل كلي على الطاقات المتجددة داخل الطرق السيارة خلال السنوات المقبلة، كما تطمح الى الرفع من عدد المدارس المتواجدة بالجماعات القروية المجاورة للطرق السيارة والتي شملتها عملية تهيئة فضاءاتها وغرس الاشجار بها لتصل الى ألف مدرسة عوض 306 مدرسة حاليا.