أسدل الستار بالجماعة الترابية أوريكة إقليمالحوز، على فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان أوريكة الذي نظم بمبادرة من اتحاد جمعيات المجتمع المدني بأوريكة تحت شعار "التسامح والعيش المشترك". وتميزت هذه التظاهرة بحضور وازن للعديد من الشخصيات يتقدمهم الكاتب العام لعمالة إقليمالحوز وممثلين عن مختلف الهيئات السياسية والإدارية بالإقليم والجهة وممثلين عن الطائفتين اليهودية والمسيحية، إضافة إلى عدد من المثقفين وممثلين عن مختلف هيئات المجتمع المدني. وأبرز المشاركون في ندوات حول التسامح والعيش المشترك ودور المجتمع المدني في محاربة التطرف، نظمت على هامش الدورة الثالثة من مهرجان أوريكة، الدور الريادي للمغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في الترويج لقيم التسامح والحوار والعيش المشترك، وذلك في سياق عالمي مطبوع بتصاعد نزعة التطرف. وأكد المشاركون ضمنهم أساتذة وباحثون متخصصون أن أشكال التطرف والتكفير والعنف التي ارتبطت خلال السنوات الأخيرة بالدين الإسلامي لا علاقة لها لا من قريب أو من بعيد بالإسلام، مشيرين إلى أن المغرب كدولة إسلامية منخرط في المجهود الدولي لمحاربة التطرف ومحاربة كل أشكال العنف للتأكيد على أن الإسلام لا يقبل العنف والتطرف وينتصر لقيم التسامح. ودعا المشاركون إلى تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع لخلق وعي محب والحث على التمسك بكيان المجتمع ووحدته وقيمه، والقيام بمراجعه شاملة لمحتوى المناهج الدراسية وتطويرها بما يمكننا من مواجهة اثار العنف الاجتماعية على حقوق الأفراد. وعلى هامش هذا المهرجان، تم تنظيم معرض حول العيش المشترك بالمغرب بشراكة مع مؤسسة أرشيف المغرب ومؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي وذلك بحضور ممثلين عن الطائفتين اليهودية والمسيحية إضافة إلى معرض الطبخ المحلي كملتقى للثقافات كان مناسبة لتذوق عدد من الأطباق التقليدية المحلية باوريكة وأطباق مغربية يهودية. وعاش عشاق الموسيقى والفرق التراثية الفلكلورية، على مدى ثلاثة أيام، خلال الفترة المسائية، لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، واللوحات الفنية للفرق الفلكلورية المحلية التي تغنت بقيم السلام والتسامح والعيش المشترك والأشعار المستلهمة من التراث المغربي. وتخلل المهرجان عروض سينمائية، صبحيات تربوية وترفيهية للأطفال وتحسيسية بالتوعية الصحية والتربية، تحت إشراف اطر المندوبية الإقليمية للصحة، وزيارات لأماكن روحية. وحسب هشام بلعطار رئيس اتحاد جمعيات المجتمع المدني بأوريكة، فإن اختيار شعار هذه الدورة هو تأكيد على تشبت المجتمع المدني بأوريكة بالقيم الإنسانية والروحية وقيم التعايش والوئام التي يقوم عليها المجتمع المغربي، و ترسيخ لثقافة الحوار والانفتاح وتقبل الآخر. وأضاف بلعطار أن مهرجان أويكة يندرج في إطار المبادرات الجماعية والجمعوية لخدمة التنمية المحلية من خلال استثمار الرصيد الثقافي والبشري والطبيعي بالمنطقة لخلق دينامية تنموية محلية مستدامة.