تقاسم فاعلون وخبراء تربويون، مغاربة ومن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، التجارب الإصلاحية المتعلقة بتعزيز التحكم في التعليم الأساسي في اللغة العربية ومادة الرياضيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضح سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين بالرباط خلال افتتاحه لأشغال المؤتمر الدولي الثاني حول القرائية وتدريس الرياضيات بالسلك الابتدائي، أن الهدف من المؤتمر هو الاطلاع على آخر الأبحاث العلمية على المستوى الدولي المتعلقة بتعليم وتَعَلُّم مادتي اللغة العربية والرياضيات، معتبرا أن استعراض تجارب الدول المشاركة في الإصلاحات المتعلقة بالتعليم الابتدائي، سيمكن من استخلاص الدروس، ورصد الممارسات الفضلى التي يمكن الاستفادة منها في تطوير البرامج والإصلاحات التربوية الجارية، إلى جانب رصد أبرز التحديات التي تواجهها الأنظمة التربوية بهذه الدول ارتباطا بموضوع أشغال المؤتمر، مشددا على ضرورة توفير التنمية المهنية للمدرسين من أجل مواكبة الإصلاحات ورفع التحديات التربوية المطروحة، وخاصة فيما يتعلق بالتكوين الأساسي للمدرسين والتكوين المستمر. وتطلع الوزير إلى أن يشكل المؤتمر، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، "محطة تربوية وعلمية تنبثق عنها رؤى متجددة وأفكار عملية تمكن من تجاوز مختلف العقبات"، مسلطا الضوء على دور التقويمات الوطنية والدولية من أجل الارتقاء بالتعلم بسلك التعليم الابتدائي، وتوفير آليات المواكبة، وسبل معالجة التعثرات المحتملة في بلورة وتصريف المنهاج الدراسي. من جهته، نوه دافيد كرين، القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالامريكية بالرباط، بعلاقات الشراكة التي تجمع الحكومة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ قرون، وقال إن "المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإن طبيعة هذه العلاقات القوية هي التي مكنتنا من تحقيق الكثير من الإنجازات في مجالات عدة، من أهمها مجال التربية والتعليم". وأكد القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية استمرار الاستثمار الأمريكي في مجال التعليم بالمغرب، وقال "هذا الاستثمار سيستمر في المستقبل بمعدل خمسة مليون دولار سنويا"، مشيرا إلى أن تنمية المهارات الأساسية في تحسين أساليب تعليم القراءة والرياضيات، لدى تلاميذ المراحل المبكرة من التعليم الابتدائي، تشكل مسؤولية كبيرة. وأضاف إن "تعلم القراءة والكتابة هما مفتاحي المعرفة، والمعرفة هي مقياس مهم لتقدم المجتمعات". وعرفت أشغال المؤتمر عروض ومحاضرات عرّفت بالإصلاحات الجارية لتطوير النموذج البيداغوجي والتي تدخل ضمن مخطط الوزارة لتنزيل مقتضيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030. وحضر المؤتمر أطر وخبراء ومتخصصين في القرائية من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وممثلي الوزارات المكلفة بالتربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولاياتالمتحدةالامريكية. وترعى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أشغال المؤتمر، الذي يعتبر هو الثاني من نوعه بعد المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في نونبر 2014. وأدرج المؤتمر الدولي مادة الرياضيات ضمن محاوره الرئيسية، لأهميتها ضمن التعليم الأساس، حيث تساهم في تنظيم التفكير واكتساب القدرة على التجريد، والتمكن من أدوات القياس والتفكير المنطقي. بعدما جعل المؤتمر الدولي الأول من "القرائية" الموضوع الأساسي لأشغاله، بالنظر للأهمية والراهنية التي تحظى بها اللغات الرسمية لكل بلد في مختلف الإصلاحات التربوية التي تروم تحسين جودة التعليم، والتحكم في المهارات والكفايات الأساس في الأطوار التعليمية الأولى، التي تؤهل المتعلمين لمواصلة مشوارهم الدراسي بثقة ونجاح.