تسببت الأمطار الرعدية التي عاشت على إيقاعها العديد من الجماعات الترابية بإقليمالحوز، مساء أمس الأربعاء، في فقدان أزيد من 16 شخصا تحت الأنقاض بالمقطع الطرقي الرابط بين جماعتي إجوكاك وآسني عند النقطة الكيلومترية 230، يرجح أنهم لقوا حتفهم تحت الصخور والأوحال، بفعل التساقطات المطرية الغزيرة التي ضربت المنطقة، وأدت إلى انجرافات صخرية قطعت على إثرها العديد من الطرقات والمسالك الجبلية. وانتقلت فرق الإنقاذ إلى المنطقة حيث شرعت في جرف الصخور والأتربة بحثا عن أحياء محتملين وهي العملية التي تواصلت حتى حدود كتابة هذه السطور دون أن يتم الوصول إلى السيارة التي تقل الضحايا. وبمجرد علمه بوقوع حادث الانهيار الجبلي، انتقل رشيد بنشيخي عامل إقليمالحوز، رفقة عدد من مسؤولي الدرك وممثلي السلطة المحلية، الى مكان الحادث لتتبع عمليات الانقاد، والاطلاع والوقوف على حجم الأضرار التي خلفها هذا الانهيار. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الحادث الذي وقع في حدود الساعة الخامسة عصرا، أسفر عن انهيار جبلي مفاجئ عندما طمر انجراف التربة سيارة للنقل المزدوج كانت تقل حوالي 16 شخصا ضمنهم أم وثلاثة من أبنائها الصغار تحت وابل من الصخور والأوحال، في الوقت الذي لازالت جهود فرق الإنقاذ متواصلة من أجل انتشال السيارة المطمورة. وأكد راكبا سيارة خفيفة عاينا الفاجعة ونجيا من موت محقق، أن سيارة للنقل المزدوج التي كانت في طريقها إلى تالوين بإقليمتارودانت قادمة من مدينة مراكش تجاوزت سيارة خفيفة من نوع "مرسيدس" تقل شخصين، ذكر أحدهما أنه بعد عملية التجاوز وقع انهيار صخري ضخم وسقطت الأتربة والصخور فوق سيارة النقل المزدوج إلى أن اختفت تماما. وأوضح الراكبان أنهما كانا يسيران على متن سيارتهما بالطريق الوعر المؤدي إلى مرتفعات تيزينتشكا بمنطقة ايجوكاك بإقليمالحوز، حيث كانت الأمطار الرعدية تضرب بقوة، ومنسوب مياه الوادي ارتفع، عندما تجاوزتهما سيارة النقل المزدوج، وما هي إلا بضعة أمتار حتى تداعى جزء من المنحدر الجبلي ليخفي السيارة تحت أنقاضه. من جهة أخرى، عاشت منطقة أوريكا الجبلية الواقعة بسفوح جبال الأطلس المتوسط، يوما استثنائيا، بعد توقف حركة السير بين منطقتي ستي فاضمة وأوريكا وهروب زوار المنطقة الجبلية بعيدا عن الوادي، الذي غمرت مياهه كل المنافذ، جراء السيول القادمة من الشعاب الجبلية، ما تسبب في تساقط الصخور، وانجراف التربة. وأدت التساقطات المطرية الرعدية على المنطقة إلى فيضان وادي أوريكا، ما تسبب في خسائر مادية تمثلت في جرف بعض كراسي المقاهي والمطاعم المتواجدة على جنبات الوادي، دون تسجيل خسائر بشرية بفضل الألطاف الإلهية، حيث تمكن شبان من سكان المنتجع السياحي "أوريكا" من إنقاذ أم ورضيعها، حوصرا بعد فيضان الوادي. تصوير: خاص