انطلقت، بعد ظهر أمس الجمعة، بفاس فعاليات المعرض الوطني للجلد، تحت شعار " قطاع الجلد آفاق اقتصادية واعدة " وذلك إلى غاية 21 يوليوز الجاري بفضاء ملعب الخيل، وتنظم هذه التظاهرة الأولى ذات البعد الوطني، من قبل غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس – مكناس بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ومجلس جهة فاسمكناس ومجلس جماعة فاس ومجلس-عمالة فاس وبتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس. وخلال مراسم الافتتاح الرسمي لهذا الحدث، الذي ترأس والي جهة فاسمكناس مرفوقا بوفد رفيع المستوى، أفاد عبد المالك البوطيين، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاسمكناس، أن هذا الملتقى يأتي في سياق استراتيجية الغرفة للمساهمة في ترويج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية. وذكر البوطيين بالاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لقطاع الجلد من خلال برنامج ترميم وتأهيل المذابغ التقليدية بمدينة فاس، وهو ما يجسد العزم الراسخ لصاحب الجلالة على صيانة الموروث الثقافي للصناعة التقليدية. وأضاف البوطيين، أن غرفة الصناعة التقليدية لهذه الجهة تنظم هذا الحدث مساهمة منها في ضمان استمرارية تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين الأفاق لدى الصناع التقليديين بقطاع الجلد وكذا إبراز خصوصياته التي تعكس عراقته وتنوعه واختزاله لتفاصيل تاريخ الصناعة التقليدية المغربية.اتمدينة العتيقة لفاس عبد الرحيم بلخياط الزوكاري، المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، أك في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن حجم الاستثمار في إطار بقطاع الجلد على مستوى مدينة فاس بلغ 172 مليون درهم، حيث هم بناء سوق للجلود النيئة بعين عثيق، إلى جانب إحداث مركز الدعم التقني للدباغة التقليدية بشوارة، وترميم وإعادة تأهيل دور الدبغ التقليدية بال بفاس في إطار برنامج ترميم المآثر التقليدية، وكذا بناء مدبغة تقليدية مكملة بقطب الصناعة التقليدية بعين النقبي، إلى جانب مشاريع أخرى. أما عبد اللطيف ظريف، مدير شركة "باترفلاي إكسبو" المتخصصة في تنظيم وتجهيز المعارض، فاستعرض الجوانب التقنية التي ساهمت في إعداد فضاء المعرض بشكل يستجيب لمعايير كبريات المعارض، حيث أكد أن هذه التظاهرة الوطنية الكبرى التي ستقام على مساحة إجمالية تقدر ب 4000 متر مربع، تحتضن أزيد من 100 عارضة وعارض يمثلون الحرفيين والصناع التقليديين والمقاولات الحرفية الصغرى والمتوسطة والتعاونيات المهنية التي تشتغل بقطاع الجلد بالإضافة لفاعلين متخصصين في العتاد التقني بهذا القطاع. وللإشارة فإن تصميم المعرض على أرضية ملعب الخيل كما كان يطلق على هذا المكان سابقا، جعل منه منصة تثير الإعجاب في قلب المدينة العلمية، خاصة من خلال الصور الكبير التي تحكي عن تاريخ قطاع الجلد ورجالاته بالمغرب. ويهدف المعرض الوطني للجلد إلى المساهمة في إنعاش ورفع قيمة المصنوعات التقليدية بقطاع الجلد عبر التعريف المتميز بمهنها لدى العموم، وإعادة بث دينامية جديدة في مجال تسويق منتجاتها مع تمكين الزوار من الاطلاع على إبداعات الصناع التقليديين الممثلين لمهن الدباغة والمصنوعات الجلدية والتسفير والأفرشة الجلدية، والملابس الجلدية، والبلغة، والشربيل، والنعال، والأحذية، من بين الحرفيين من مختلف جهات المملكة. كما يستضيف المعرض شخصيات وازنة على الصعيدين المحلي والوطني مهتمة بهذا القطاع وامتداداته. ويضم المعرض فضاءات خاصة بالتحف ومنتجات خريجي معاهد التكوين وجناح تجاري للبيع وآخر للتصاميم وعروض على المشاغل وجناح للعتاد التقني وفضاء للإعلام والصحافة وفضاء للأطفال. ويتميز المعرض الوطني للجلد بتنظيم ندوات ودوائر مستديرة حول قطاع الجلد والميادين المرتبطة به والسبل الكفيلة للرقي به، يؤطرها باحثون وخبراء في الميدان بالإضافة لدورات تكوينية لفائدة الحرفيين والصناع التقليدين بهدف تقوية قدراتهم وتأهيل معارفهم. كما عرف هذا الحدث تكريم أبرز الصناع التقليديين المعلمين الذين تركوا بصمات خالدة بقطاع الجلد، وكذا تنظيم سهرات فنية طيلة أيام المعرض تحييها فرق فلكلورية من التراث المغربي الأصيل.