بات الموقع الاجتماعي "شكرا" (The shukran)، الذي صممته ثلاث شابات من أصول مغربية يقمن في إيطاليا، يشهد المزيد من الاقبال والتفاعل، إلى درجة أنه أصبح من التطبيقات التي تتبوأ المراتب ال50 الأولى في تصنيف "بلاي ستور"، باستقطابه لأزيد من 400 ألف مستخدم. سناء فرياط، المشرفة العامة على الموقع، قالت في تصريح ل"الصحراء المغربية"، إن هذه الأرقام مشجعة جدا، إذا علمنا أن هذا التطبيق لم يتم إطلاقه إلا منذ سنتين فقط. وأوضحت أن موقع The shukran يشبه في استعماله تطبيق "انستغرام"، إذ يسمح لمستخدميه مشاركة صورهم وأفكارهم ومنشوراتهم، لكنه يتميز عنه بخاصية الشكر والامتنان، بعيدا عن نقرة الإعجاب التي يعتمدها فايسبوك أو انستغرام. ويحمل الموقع رمز "الخميسة"، التي تحمل دلالات مهمة في الثقافة المغربية والعالمية. ويعد الموقع المذكور، بحسب سناء فرياط، أول موقع اجتماعي مرئي من إنشاء الجمهور المسلم، مهمته التواصل بين الثقافات والأشخاص من خلال مفهوم بسيط ومهم، وهو "الشكر"، ورسالته هي مساعدة الناس في اكتشاف أماكن وعادات وهويات بعضهم البعض، بعيدا عن تلك المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة عن هذا الدين أو ذاك. وأضافت أن موقعها الاجتماعي يسعى إلى التعريف بثقافة الأشخاص وهويتهم والدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية العالمية، من خلال طريقة حياتهم وتدينهم وثقافتهم. ولم تخف سناء فرياط العراقيل التي واجهتها في إنجاز هذا التطبيق، فبالإضافة إلى الصعوبات التقنية التي يواجهها أي تطبيق في العالم، والمتجسدة في توفير بنية رقمية مركبة جدا وكسب ثقة المستخدمين، عانت فرياط من نظرة غير مشجعة بشأن نشر تطبيق في أوروبا يستهدف المسلمين. وقالت إن العديد من الغربيين عبروا عن تخوفهم من إنشاء مثل هذه التطبيقات، وربطوا ذلك بمواقع أخرى يرتادها في الغالب المتشددون. وأوضحت في هذا الصدد أن موقعها لا يمت إلى التطرف بصلة، وأن هدفه أسمى، وهو الشكر والامتنان، وهو موقع للسلم والسلام، ويسعى لإعطاء المسلمين عبر العالم فضاء تسوده المحبة، والأخوة، والمساواة، والاحترام. وأضافت فرياط، الحاملة لدبلوم عال في التجارة والاقتصاد ومهتمة بالشأن الديني في العالم، إن موقع "شكرا" يطرح صورة قريبة جدا لواقع المرأة المسلمة التي تعمل بجد من أجل إزالة كل الأفكار المسبقة وغير الصحيحة، التي يروج لها الإعلام العالمي بخصوص ثقافتها وطريقة عيشها. ويتيح موقع "شكرا" سرد القصص من خلال صور تكشف النقاب عن غنى العالم، وإنشاء رسائل جميلة بواسطة استعمال ملصقات ورسومات توضيحية وصور واقعية. من هي سناء فرياط؟ سناء فرياط شابة مغربية مزدادة بالقنيطرة، عاشت بالمغرب ودرست إلى غاية بلوغها 15 سنة من عمرها، ثم هاجرت إلى إيطاليا ودرست بها التجارة والاقتصاد، وهي حاليا حاصلة على دبلوم في مجال التسيير وإدارة الشركات، وتشتغل بإحدى الشركات الإيطالية التي تهتم بالماركات العالمية. شاركت عبر موقعها "شكرا" في العديد من الفعاليات والملتقيات الدولية بأوروبا والوطن العربي. تهتم بكل الأفكار والمشاريع التي ترمي للتعريف بالهوية والثقافة المغربية والإسلامية على العموم.