تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظم مؤسسة الموكار، موسم طانطان، في دورته الخامسة عشرة، ما بين 14 و19 يونيو 2019. موسم طانطان، الذي جرى تصينفه سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن "روائع التراث الشفهي الغير مادي للإنسانية"، وسجل سنة 2008 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للإنسانية، سيجري تنظيم الدورة 15 منه تحت شعار "موسم طانطان .. حاضن لثقافة الرحل العالمية". وحسب المنظمين، سيعرف برنامج هذه الدورة العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها التراثية والرياضية والفنية والسوسيو-اقتصادية، وخيام موضوعاتية، وعروض فلكلورية كسباقات الإبل والفروسية، فضلا عن تنظيم ندوات فكرية، بالإضافة إلى سهرات فنية وموسيقية، وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق محلية وطنية ودولية، ومعرض للصور تؤرخ لموسم طانطان، فضلا عن جلسات شعرية. وكشف المنظمون أنه استنادا إلى خطاب الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، لجلالة الملك محمد السادس، الذي ذكر فيه جلالته، بالارتباط التاريخي العميق للمغرب وامتداده الإفريقي، ستكون الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ضيف شرف الدورة الخامسة عشرة. وأضافوا أنه ذلك يأتي "اعتبارا لمتانة العلاقات الثنائية المبنية على روابط تاريخية توحد الشعبين المغربي والموريتاني، وكذا للإرادة الحازمة للمغرب في تطوير علاقات التعاون بين البلدين، وعلى وجود تشابه ثقافي وحضاري يربط المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية". كما أوضح المنظمون أن الإمارات العربية المتحدة، ستشارك في فعاليات هذه الدورة، وذلك من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي، مضيفين أن مشاركة الإمارات العربية المتحدة في مهرجان موسم طانطان، كانت بدأت منذ سنة 2014 كضيف شرف، ثم أصبحت منذ عام 2015 شريكاً دائماً في تنظيمه، لكون المهرجان يحمل إرثاً ثقافياً أصيلاً مشتركاً بين سكان الصحراء المغربية والخليج العربي. ويمثل موسم طانطان، الذي يعد من بين التظاهرات الثقافية الأكثر أهمية بالمغرب، شاهدا حيا على صون وتعزيز التراث الغير مادي ومخلدا لتقليد عريق ومعززا للارتباط العميق للأقاليم الجنوبية للمملكة، بأصولها وعاداتها وشهادة حية على الثقافات الشفوية والفنية الصحراوية وفضاء للتنوع الخلاق في النماء والتطور ويعتبر موسم طانطان بالنسبة للصحراويين إرثا تاريخيا، يعيدون عبره إلى الذاكرة بعضا من عادات وتقاليد البدو الرحل، ويقدمون لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء، غني بالموروث الحضاري والثقافي، كما يقدم الموسم صورة عن الإنسان الصحراوي الذي يسكن منطقة راكمت موروثا حضاريا يصنف اليوم إرثا عالميا.