كشف البحث الوطني، الذي أنجزته وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، حول انتشار العنف ضد النساء، أن 54.5 في المائة هي نسبة انتشار العنف ضد النساء على الصعيد الوطني خلال الاثني عشر شهرا السابقة لتاريخ إجراء البحث، مسجلا أعلى نسبة من النساء المعنفات بالوسط الحضري ب 55.8 في المائة، مقابل 51.6 في المائة بالوسط القروي، فيما تمثل الفئة العمرية التي تتراوح بين 25 و 29 سنة أكثر الفئات عرضة للعنف بنسبة 59.8 في المائة. وسجلت جهة الدارالبيضاءسطات، أكبر نسبة من النساء اللواتي تعرضن على الأقل لشكل من أشكال العنف، إما النفسي أو الجسدي أو الجنسي أو الاقتصادي بنسبة 71.1 بالمائة. ولاحظ البحث الوطني، الذي قدمته بسيمة الحقاوي وزيرة الأسرةوالتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، في ندوة صحفية، مساء أول أمس الثلاثاء، بالرباط، أن العنف النفسي هو الأكثر انتشارا بنسبة 49.1 في المائة، متبوعا بالعنف الاقتصادي بنسبة 16.7 في المائة ثم العنف الجسدي بنسبة 15.9 في المائة والعنف الجنسي بنسبة 14.3 في المائة. وبحسب البحث الوطني، يعتبر العنف النفسي أكثر أشكال العنف ممارسة في الوسط الزوجي، حيث يمثل 96.5 في المائة من أشكال العنف. وسجل البحث على مستوى العنف الإلكتروني، أن 13.4 في المائة من النساء صرحن أنهن تعرضن لأفعال عنف بواسطة الأنترنيت، وتشكل الفئات العمرية الشابة الفئة الأكثر عرضة لهذا النوع من العنف، ويمثل التحرش 71.2 في المائة من أفعال العنف الممارسة إلكترونيا. وأوضحت الحقاوي أن من بين العوامل التي تضاعف من مأساة النساء المعنفات أنهن يكتمن عن واقعة العنف التي تظل دفينة في ذاكرتهن مع ما قد يترتب عن ذلك من جرح نفسي، إن لم يكن جسدي أو اقتصادي أو اجتماعي، مشيرة إلى أن نسبة النساء المعنفات اللواتي تقدمن بشكاية ضد المعنفين لا تتعدى 6.6 في المائة. وبالمقابل، حسب الوزيرة، تعتبر النساء المطلقات والأرامل ضحايا العنف الأكثر مبادرة لتقديم شكاية في شأن العنف، حيث إن 29.3 في المائة قدمنها، على خلاف النساء ضحايا العنف في الأوساط الأخرى. وفي هذا الصدد، دعت الحقاوي النساء اللواتي يتعرضن للعنف إلىالتقدم بشكاية ضد المعنفين من أجل الحد من هذه الظاهرة. وأفاد البحث، الذي هم النساء البالغات من العمر ما بين 18 و 64 سنة، وأجري على مستوى الجهات ال 12 وعلى عينة مكونة من 13 ألفا و 543 امرأة، أن العنف في سياق الخطوبة وفي الوسط الزوجي يسجل أعلى نسب الانتشار، حيث إن 54.4 في المائة من المخطوبات و 52.5 في المائة من النساء المتزوجات تعرضن للعنف على الصعيد الوطني. أما العنف في الأماكن العمومية، حسب البحث، فقد تعرضت له 12.4 في المائة من مجموع النساء المغربيات البالغات ما بين 18 و 64 سنة. وبحسب البحث، إذا كانت 54.4 في المائة من النساء قد تعرضن لشكل من أشكال العنف، فإن حوالي ثلث ) 32.8 في المائة( النساء المعنفات كن ضحايا لأكثر من شكل واحد من العنف. فيما تعرضت 3.2 في المائة من النساء، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 64 سنة، أي 349 ألفا و 688 امرأة، لجميع أشكال العنف.