افتتح بمراكش، اليوم الجمعة، عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ندوة "مدونة الأسرة على ضوء القانون المقارن والاتقافيات الدولية"، بمشاركة أزيد من 60 محاميا. وقال بنعتيق إن تنظيم هذا الملتقى العلمي جاء "انطلاقا من قناعة الوزارة بالتحولات المجتمعية التي تنظم قواعد قانونية وإحدى أهم مرتكزات المجتمع وهي الأسرة ومدونة الاسرة". كما تنظم، يضيف الوزير "انطلاقا من خلاصات المنتدى الثاني للمحامين المغاربة المقيمين بالخارج بأكادير، والاهتمام بكل القضايا المرتبطة بمغاربة العام سواء في بلدان الاستقبال أو بعلاقاتها القانونية في بلدان الاقامة". وأضاف الوزير بنعتيق أن "هذه القناعة ترجمت انطلاقا من التوجهات الملكية مادام صاحب الجلالة الملك محمد السادس له اهتمام خاص واستثنائي بالمغاربة المقيمين بالخارج، قائلا "5 ملايين من المغاربة يعيشون في مجموعة من القارات وأساسا في اوروبا، و13 في المائة من ساكنة المغرب لهم ثقل ووزن سواء في ارتباطهم بالوطن الأم أو بحضورهم في مجموعة من المواقع لصناعة القرارات ذات الطابع الاقتصادي او الاجتماعي اوالخدماتي أو الثقافي". وأبرز بنعتيق أمام حضور كل من محمد عبد النباوي رئيس النيابة العامة وممثلين عن وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية وعمر ودرا رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، وعدد من المحامين المقيمين بالخارج، مؤكدا أنه لقاء علمي سيجمع أهل الاختصاص في القانون في نقاش رزين يقبل الاجتهاد والاجتهاد الآخر وستترك آثار علمية وأساسية وكذا التفكير في تطوير مجموعة من الآليات مادامت مدونة الأسرة لها علاقة مباشرة بكل المغاربة سواء كانوا في الخارج أو الوطن الأم. ويشكل هذا اللقاء ، حسب الوزير، تحسيسا لمغاربة العالم بكون المغرب يتطور في جميع القطاعات وأن التطوروالاجتهاد رهين بمشاركة الجميع في النقاش وخلق المقترحات وصياغة التدابير، قائلا "المغرب قررمجابهة كل التحديات تحت قيادة جلالة الملك ليس بمنطق الهروب للأمام أو صياغة أجوبة دون التفكير في الأسئلة وبدون مناقشة كل التعقيدات خاصة التحولات المجتمعية الطارئة في المغرب أو في بلدان الاستقبال. وأكد المتحدث أن مغاربة العالم سواء الجيل الأول والثاني أوالثالث، فإنه كلما تقدم الزمن كلما تطورت هذه المجتمعات وتكشفت مجموعة التعقيدات على السطح خاصة ذات الطابع المجتمعي، مبرزا أن هذا ما يطرح ضرورة مثل هذا اللقاء العلمي، وكل النقاش الذي سيترتب عنه في المنتدى الثالث سيشكل لبنة لمناقشة الحصيلة الأولية لمدونة الأسرة وتطبيقها على أرض الواقع بعد 15 سنة. وشدد الوزير على أن الاجتهاد والنقاش يجب أن يكون حاضرا في مدونة الأسرة، وألا يكون بمنطق التحفظ قائلا "بعض الأحيان الاجتهاد الذي سيكون محط خوف أو نقاش صعب هو بمثابة خطة طريق نحو المستقبل".