قدم الكاتب الإسباني خوسي ماريا ليزونديا، يوم الجمعة الماضي، في لاس بالماس (جزر الكناري)، كتابه الجديد "رحلة عبر الصحراء مع سياسية كولومبية ودبلوماسي مغربي سابق". وقد تم تقديم هذا الكتاب من طرف الأستاذ الجامعي المتخصص في قضايا المغرب العربي رافائيل إسبارزا ماشين والصحافي في يومية )لابروفانسيا( مانويل فيدال غاريدو، وهما معا من الخبراء المطلعين على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وحقيقته على أرض الواقع، وذلك خلال حفل نظم يوم الجمعة بنادي )لا بروفانسيا( بلاس بالماس وحضره العديد من الأكاديميين والصحافيين والباحثين والمهتمين. وارتكز المؤلف في هذا الإصدار الجديد على مقاربة تختلف عن تلك التي اعتمدها في كتبه السابقة حول الموضوع نفسه حيث جاء هذا الكتاب الجديد كخلاصة لسلسلة من الأفكار والرؤى والتصورات، التي تم تجميعها بعد جولة قادته إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة من أجل المشاركة في أحد الملتقيات بمرافقة سياسية كولومبية شابة ودبلوماسي مغربي سابق، فضلا عن لقاءات واجتماعات عقدها مع مسؤولين محليين ومنتخبين. وخلال هذه الزيارة التي قادته إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة اكتشف مؤلف الكتاب واقعا مختلفا تماما عما يريد معارضو الوحدة الترابية للمملكة وكذا وسائل الإعلام التي تدافع عن الأطروحة الانفصالية تسويقه حول هذا النزاع المفتعل والوضع في الأقاليم الصحراوية المغربية. وقال مؤلف الكتاب الذي يمارس مهنة المحاماة بجزر الكناري ويعمل ككاتب رأي ومحرر بالعديد من وسائل الإعلام المحلية إن السياق والظروف التي نشأت فيها الحركة الانفصالية لجبهة البوليساريو )الحرب الباردة والماركسية ...( قد انتفت ولم تعد موجودة، مشيرا إلى أن الزمن قد أفرغ هذا النزاع من كل معنى. وأكد أنه لا يوجد أي حل آخر للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية خارج مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب والذي يسمح للسكان بإدارة شؤونهم المحلية بأنفسهم، مشيرا إلى أن السكان المحتجزين في مخيمات تندوف "يعانون من اليأس والحرمان " جراء هذا النزاع الذي استمر أكثر من اللازم. وشدد خوسي ماريا ليزونديا خلال تقديمه لهذا المؤلف على أن العديد من الأشخاص "يتم احتجازهم بتندوف كرهائن من قبل البوليساريو التي هي جهاز استبدادي سعى طوال السنوات الماضية عبر الافتراءات والكذبإلى كسب تعاطف العالم". ورافق الكاتب الإسباني خلال رحلته إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة كل من السياسية الكولومبية الشابة كلارا ريفيروس وكذا الدبلوماسي المغربي السابق جمال مشبال وقادتهم هذه الرحلة إلى زيارة مدن العيون والداخلة والسمارة والوقوف على الحقائق كما هي على أرض الواقع. وتحدث خوسي ماريا ليزونديا في هذا الكتاب الذي يقع في 140 صفحة والذي صدر عن دار النشر )ألهوليا( عن المكتسبات التي تحققت بالأقاليم الجنوبية للمملكة وكذا التقدم الذي شهدته مختلف مدن وأقاليم الصحراء المغربية، بالإضافة إلى استعراضه للإمكانيات التي تتوفر عليها في مجال التنمية ووضعية المرأة إلى جانب مشروع الجهوية المتقدمة ومخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة.