افتتح محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بمعية كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي، مساء أمس الخميس، فعاليات الدورة الثالثة لمعرض الزربية بالرباط، الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباطسلاالقنيطرة بشراكة مع وزارة السياحة ودار الصانع ومجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة في الفترة بين 28 دجنبر الماضي و6 يناير الجاري بشعار " الزربية المغربية هوية واستثمار". وقال محمد ساجد " إن هذا المعرض يجمع حرفيي الزربية التقليدية المغربية، وهي مهن تمت المحافظة عليها وتطويرها لتستيجب لمتطلبات العصر"، مشيرا إلى أن رقم معاملات هذا القطاع يشهد ارتفاعا مهما سواء من حيث الصادرات أو من حيث الترويج للمنتوج وللحضارة المغربيين من خلال تواجد هذه المهارات والإبداعات في المعارض التي تنظم خارج المملكة. وأضاف الوزير، في تصريح للصحافة على هامش حفل الافتتاح، أن المعارض التي تنظم في المغرب تشكل بدورها فرصة للمواطنين المغاربة لاكتشاف المهارات والامكانيات المتوفرة ببلادنا، وتشجيع ترويج هذه المنتوجات، خصوصا أن عددا كبيرا من المساهمين في هذا المعرض هم تعاونيات تجتهد للتعريف بالمنتوج المغربي. من جهتها قالت جميلة المصلي" إن تنظيم معرض الزربية في دورته الثالثة يؤكد مرة أخرى على الغنى الذي تتميز به منتجاتنا التقليدية"، مشيرة إلى أن الزربية المغربية مرتبطة بالتاريخ وبالمرأة وبالعالم القروي، حيث إن أغلب المنتجين والعارضين هن نساء من الوسط القروي. وأضافت المصلي أن الزربية لها بعد ثقافي في المغرب، لكونها تمثل في بعض المناطق، وسيلة من وسائل نقل الرسائل، من خلال بعض الرموز والكتابات المشفرة. وأكدت كاتبة الدولة أن هذه الرسائل تأخذنا عبر التاريخ، كما أنها تتغير من منطقة إلى أخرى ومن جهة إلى جهة أخرى ومن حقبة تاريخية إلى حقبة أخرى، ثم إلى جيل الزربية الحالي الذي يعكس التطور والعبقرية المغربية. وأضافت كاتبة الدولة أن القرى المغربية لا زالت تحافظ على هذه المنتوجات، و"دورنا كوزارة وصية هو المواكبة والإسهام في مزيد من التطوير والمحافظة على هذه الحرف التقليدية المرتبطة بالطاقة النسائية في القرى المغربية". ويتميز هذا المعرض بمشاركة حرفيين من مختلف أنحاء المغرب، كما أنه يعد مشهدا يؤثثه كبار المعلمات والمعلمين الذين تفوقوا في قطاع الزرابي، الذي يجسد لوحده تراثا غنيا بالرموز الثقافية الممثلة للتعددية التي تزخر بها مكونات الهوية المغربية. ويشمل المعرض العديد من الأروقة، من بينها رواق يمتد على مساحة 800 متر مربع لعرض 170 زربية نفيسة تمثل مختلف مناطق المغرب. وسيعرف هذا المعرض، حسب المنظمين، شروحا علمية للعديد من التصاميم العتيقة منها والجديدة، والأشكال المستعملة في مختلف قطع السجاد، وبعض أنواع المناسج والأدوات التي تدخل في صناعة الزرابي وعملية الغزل والعقد المطبقة، وتحضير المواد الخام وإعدادها للنسيج، مع تقديم عروض حول الزخارف والتلوينات المستعملة.