انطلقت مساء أمس الجمعة بجماعة عين اللوح بأزرو (إقليمإفران) فعاليات الدورة 14 للمهرجان الوطني لأحيدوس الذي تنظمه وزارة الثقافة، إلى غاية 17 غشت، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يروم هذا الحدث الثقافي والفني، المنظم بتعاون مع "جمعية تايمات لفنون الأطلس" والجماعة القروية لعين اللوح، التعريف بفن أحيدوس كنمط غنائي تراثي يربط الماضي بالحاضر في ملاحم تجسد الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وإشكالها. كما أصبح هذا المهرجان، الذي يعرف توافد العديد من الزوار على مدينة عين اللوح، ملتقى سنويا لخلق جو من التواصل المستمر والبناء بين الباحثين وشعراء وفناني أحيدوس والاهتمام بالفرق والمجموعات الغنائية والجمعيات المهتمة بفن أحيدوس وتشجيعها وحثها على العطاء والاستمرارية، وفرصة لصيانة التراث الغنائي الأمازيغي عبر تقريبه من الجماهير وتحبيبه إلى الأجيال الصاعدة. وأكد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، في كلمة تلاها لحسن والعياط مدير الشؤون الإدارية بالوزارة، أن الهدف الأساس من هذه التظاهرة هو انتشال فن أحيدوس العريق من "مخالب" الزوال والاندثار التي كانت تهدده إلى عهد قريب، مبرزا أن هذا الفن بما أنه هو "قطب الرحى" في كل التطلعات والتحديات فإننا "مدعوون لإحاطته بكل شروط التجدر والرقي ليس بتكثير وتشبيب الفرق فحسب بل بالدراسة الأكاديمية والعلمية وذلك لمتونه الأدبية والشعرية والجمالية وحمولاته الحضارية والثقافية والتاريخية". وأوضح الصبيحي أن عزم الوزارة على الاستمرار في تنظيم هذه التظاهرة الفنية في عمق الأطلس المتوسط الموطن الأصلي لفن أحيدوس نابع من "إيماننا العميق بكونه رسالة إنسانية وفسحة جمالية تسعى لتكريم الإنسان في محدداته الثقافية وتحفيزه للمساهمة في تنمية بلاده ببواعث المحبة والانتماء". وأضاف الوزير أن تنظيم هذا المهرجان هو تجسيد لإرادة جماعية في إحاطة تراثنا الثقافي غير المادي بظروف التكريم وشروط التثمين والتنمية، مشيرا إلى إن الاحتفاء برقصة أحيدوس "الخالدة" هو احتفاء بروادها وحامليها وضامني انتقالها بين الأجيال. وتميز الحفل الافتتاحي للمهرجان الذي حضره، بالخصوص، عامل إقليمإفران محمد بنريباك، والعديد من الفنانين والمهتمين بفن أحيدوس بتكريم مجموعة من الشعراء والفعاليات الأمازيغية بينهم الإذاعية حادة أوعبو الصحفية بالإذاعة الأمازيغية، وذلك احتفاء بعطاءاتهم وإسهاماتهم في صيانة هذا الموروث الفني. كما تخلل هذا الحفل الفني تقديم لوحات في فن أحيدوس أدتها مجموعة من الفرق الغنائية. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تعرف مشاركة 37 فرقة غنائية من مختلف ربوع المملكة تم اختيارها من أصل 72 فرقة شاركت في الإقصائيات الوطنية التي نظمت بمكناس يومي 17 و18 مايو الماضي، تنظيم العديد من العروض والأمسيات الفنية، إضافة إلى لقاءات وأنشطة فنية، فضلا عن تكريم مجموعة من شيوخ هذا الفن. وسيتم أيضا تنظيم أمسيات فنية تحييها مجموعة من الفرق والمجموعات الغنائية التي تنتمي لمناطق خنيفرة وميدلت والحاجب وبولمان وصفرو والخميسات وتازة وتنغير وإفران وفاس وفكيك ومكناس، إضافة إلى مشاركة ثمان مجموعات للشعر الغنائي من الحاجبوإفران وإيموزار كندر. كما سيتم خلال هذه الدورة تنظيم ندوتين يؤطرهما باحثون ومهتمون بالشعر الأمازيغي، الأولى تبحث موضوع "الرمزية في الشعر الأمازيغي بين الصورة والدلالة من خلال شعر كروان وآيت تمييل"، والثانية تتناول موضوع "اللغز في الشعر الأمازيغي: قوالب البناء ومفاتيح الألغاز".