أعلنت المنظمة العالمية للصحة عن حالة طوارئ صحية عالمية، بعد أن أودى فيروس "إيبولا" بحياة ألف و13 شخصا، منذ ظهور الداء في دول غرب إفريقيا. وأفاد تقرير المنظمة الأخير أن نيجيريا تعد الدولة الرابعة الأكثر تضررا من هذا الوباء، مع تأكيد إصابة 13 حالة بفيروس "إيبولا"، في أقل من 3 أسابيع. وتبعا لذلك، أعلنت كل من ليبيرياونيجيريا وسيراليون حالة طوارئ وطنية. ونظرا لصعوبة الوضع، أعطت المنظمة العالمية للصحة الضوء الأخضر لاستعمال العلاج، رغم أنه لم يخضع للتجربة على الإنسان، للتغلب على الحمى النزفية "إيبولا". واشترطت لجنة خبراء المنظمة العالمية للصحة لاستعمال العلاج "احترام الشفافية التامة في العلاجات، والحصول على الموافقة المسبقة للمرضى وحرية اختيار أخذ العلاج من قبل المرضى، والمحافظة على السرية واحترام الأشخاص وكرامتهم وإشراك المجتمع قبل الشروع في استخدام أية تدخلات طبية لم يتم اختبارها بعد ولا تعرف أعراضها الجانبية ". ويأتي ذلك بالموازاة مع وجود عدد من اللقاحات الوقائية في مرحلة التجربة، وضمن هذه اللقاحات أحد الأمصال في مرحلة التجربة، يتضمن خليطا من المضادات الجسمية، قدمت لأمريكيين أصيبا بفيروس "إيبولا" وهما يشرفان على مهمة إنسانية وسط المرضى. وجاء ذلك بناء على خلاصات اجتماعات لجنة من الخبراء، الاثنين الماضي في مقر المنظمة بجنيف، مكونة من 12 اختصاصيا في الصحة، لتقديم رأيهم حول مدى وجود إمكانية اللجوء إلى علاج مضاد لفيروس "إيبولا"، يوجد في مرحلة التجربة على القردة، بعد إعلانها حالة قلق بخصوص تزايد حالات الإصابة بالداء. وخلصت لجنة الخبراء إلى أن الظروف الوبائية للداء تسمح أخلاقيا باستعمال العلاج، رغم أن نجاعته وأضراره الجانبية تظل غير معروفة، تؤكد المنظمة العالمية للصحة. وجاء الإعلان عن مشورة الخبراء بعد اجتماع لتبادل الأفكار والنقاش حول كيفية احتواء انتشار فيروس إيبولا، من خلال الجواب عن مجموعة من الأسئلة ذات الصلة بالأخلاق العلمية، ومنها اللجوء إلى علاج لم يبلغ بعد مرحلة التجربة السريرية على الإنسان. وتأتي مشاورات المنظمة العالمية للصحة، بعد قلق من وضعية تطور انتشار الفيروس في بؤر انتشاره في إفريقيا، حيث سجل ارتفاعا في عدد الوفيات جراء العدوى بالداء، في الدول التي تتمركز فيها بؤرة الداء. ويوازي هذه الوضعية المقلقة للمنظمة العالمية للصحة، عدم توفر المنتظم الصحي الدولي على أي دواء أو لقاح مضاد لفيروس الإيبولا. وتبعا لذلك، جرى إعلان حالة طوارئ صحية، إذ لا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبيا، في انتظار استكمال المشاورات حول مدى إمكانية استعمال دواء في مرحلة التجربة، قال بشأنه جان ماري أوكوو، مدير دائرة اللقاحات والمناعة في منظمة الصحة العالمية، "إنه في حالة نجاح التجربة يمكن أن يسوق اللقاح خلال العام 2015. وتعود فكرة مسؤولي المنظمة العالمية في الصحة، للتشاور حول علاج يوجد في مرحلة التجربة والتطوير، بعد أن خضع أمريكيان من رجال الإغاثة أصيبا بفيروس "إيبولا" في ليبيريا، لعلاج بواسطة الدواء، الذي يوجد في مرحلة التجربة، بتنسيق بين مختبر صيدلي والسلطات الأمريكية، بينما كانا ينفذان عملهما الإنساني في ليبيريا، خلال الأسبوع الماضي. ويتضمن هذا العلاج، حسب ما أورده عدد من التقارير الصحية حول الموضوع، على ثلاثة مضادات جسمية تمنع الفيروس من إصابة الخلايا الحيوية في الجسم، الذي لم تجر تجربته إلى حدود الآن سوى على القردة. ومن نتائج التجربة على فئة الحيوانات، الصادرة في أحد المنشورات العلمية الأمريكية، تسجيل نجاعة العلاج عند الخضوع له، خلال ساعة من الإصابة بالفيروس، إلا أن نتائجه وفعاليته كانت أقل عند حقن المصل بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام بعد اكتشاف الإصابة. يشار إلى أن وزارة الصحة تؤكد خلو المغرب، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، من مرض حمى "الإيبولا النزفية"، المرض الذي يعرف منذ شهور انتشارا في ثلاث دول إفريقية. وأفادت وزارة الصحة أنها تتخذ الإجراءات الوقائية، من خلال تقوية المراقبة الصحية في نقط العبور، بتنسيق مع السلطات المعنية، وعلى وجه الخصوص، بمطار محمد الخامس في الدارالبيضاء، وفق توجهات اللوائح الصحية الدولية على التتبع عن قرب للوضع الوبائي العالمي. وتنطبق التدابير ذاتها على تهييء الشروط الضرورية للمراقبة الطبية للمسافرين الحاملين لأعراض المرض، والقادمين من الدول التي ظهرت فيها حالات الإصابة بهذا الوباء.