تطلق جمعية محاربة السيدا، حملة وطنية للتشخيص الطبي والتحسيس والتوعية بمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا وداء السيدا، تهم فئة الشباب في أربعة شواطئ كبرى مغربية، في كل من الدارالبيضاء، الجديدة، آسفي، والصويرة. وتتوقع الجهة المنظمة توزيع 6 آلاف عازل طبي يوميا، وإجراء ما بين 100 إلى 120 تحليلة كشف عن داء السيدا يوميا، لمدة أسبوعين، تمتد ما بين 12 غشت إلى 24 منه، حسب ما تحدث عنه محمد الصافي، منسق فرع جمعية محاربة السيدا بالدارالبيضاء، ومسؤول تتبع الحملة، في تصريح ل"المغربية". ويأتي ذلك بالموازاة مع تأكيدات الأطباء المتخصصين لاستمرار ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض المنقولة جنسيا في المغرب، إذ يقدر عددها في المغرب ب600 ألف إصابة سنويا، وضمنها السيدا. كما تفيد الإحصاءات الرسمية حول الوضعية الوبائية لداء السيدا إلى أن 84.1 في المائة من الإصابات بالداء في المغرب تأتي بسبب العلاقات الجنسية خارج الأسرة، علما أن زبناء عاملات الجنس هم من مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية، بينهم متزوجون ومطلقون وشباب. وتعود فكرة التوجه إلى الشواطئ، "تبعا لارتفاع تردد فئة الشباب على الشواطئ خلال الفترة الحالية، التي تتزامن مع فصل حار وفصل العطلة الصيفية، يرتفع خلالها احتمالات تعرض الشباب لأمراض منقولة جنسيا بسبب ممارسات غير محمية، ما يستدعي تنبيههم إلى مخاطر ذلك"، يؤكد الصافي. ويعود اختيار الشواطئ المذكورة إلى ما تعرفه شواطئ الجديدةوآسفي من إقبال مكثف للمصطافين من جميع أنحاء المغرب، خصوصا المدن غير الشاطئية المحيطة، وكذا تغطية شاطئ الدارالبيضاء لاحتياجات المصطافين للمدينة وأنحائها الشاسعة. أما اختيار شاطئ الصويرة، فيأتي تزامنا مع تنظيم مهرجان كناوة الشباب، إذ يرتفع رواد هذه الموسيقى على المدينة للجمع بين الموسيقى والاصطياف. وذكر الصافي أن الحملة يصاحبها توزيع منشورات ومطويات على الشباب، تقدم معلومات حول داء السيدا والأمراض التعفنية المنقولة جنسيا وطرق الوقاية من انتقال العدوى بها. كما تتيح الحملة، في نسختها الرابعة، إمكانية الولوج إلى إجراء التحاليل السريعة والمجانية والسرية للكشف عن السلامة من الإصابة بداء السيدا، من خلال وحدة متنقلة مجهزة بالوسائل الضرورية، ينشطها أطباء متخصصون، ومتطوعون شباب مع الجمعية. السيدا في سطور تتميز الوضعية الوبائية للداء في المغرب، بتمركز الداء وسط فئة عاملات الجنس، وأن خطر العدوى بالداء وبالأمراض المنقولة جنسيا، ينتقل إلى المحيط العام الخارج عن إطار التجارة الجنسية، وهو ما يجعل المرض مصدر تهديد للصحة العامة، ليس فقط وسط العاملين في مجال الجنس، حسب معطيات الوضعية الوبائية لداء السيدا في المغرب، كانت كشفت عنها جمعية محاربة السيدا. وتمثل النساء الفئة الأكثر إصابة بداء فقدان المناعة المكتسب- السيدا في المغرب، وأن 70 في المائة من المصابات بالداء على الصعيد الوطني، تعرضن للعدوى بالفيروس من قبل أزواجهن. ويتمظهر داء السيدا في المغرب بأنثويته، إذ تمثل النساء 49 في المائة من مجموع المصابين بالداء، 40 في المائة منهن، تتراوح أعمارهن ما بين 15 و49 سنة، أي أنهن في سن النشاط الاقتصادي ويتمتعن بقدرات إنجابية، وهو ما يشكل خطرا على الصحة العمومية، بالنظر إلى مساهمة المرأة المصابة في نقل العدوى إلى الأطفال، إذ أن 2 في المائة من المصابين بالداء هم من فئة الأطفال، أقل من 15 سنة. وتعتبر عاملات الجنس 13 مرة أكثر عرضة للإصابة بالداء من نساء أخريات، إلى جانب ما كشفت عنه دراسة أنجزتها منظمة الأممالمتحدة لمحاربة السيدا، التي بينت أن 67 في المائة من الإصابات الجديدة، هي من وسط تجاربة الجنس بما فيها عاملات الجنس وزبنائهن. استنادا لما كشفت عنه المعطيات الرسمية من أن 67 في المائة من الحالات الجديدة شخصت لدى الفئات الأكثر عرضة وشركائهم الجنسيين. يشار إلى أن القمة العالمية لمحاربة السيدا سنة 2011، ببلوغ صفر حالة جديدة وصفر تمييز بسبب السيدا وصفر وفاة، بحلول سنة 2015.