توصلت "المغربية" إلى معطيات جديدة بخصوص الفرنسي من أصل جزائري، الذي أوقف، نهاية الأسبوع الماضي، بميناء طنجة المتوسطي للاشتباه في وجود صلة له بمختلف التنظيمات الموالية للقاعدة، التي تنشط بمختلف بؤر التوتر، خصوصا بسوريا والعراق. وتشير المعطيات إلى أن المتهم ضبط على متن حافلة للنقل الدولي كانت في طريقها إلى الجزيرة الخضراء. وكشف مصدر مطلع أن المعني بالأمر مازال يخضع للتحقيق على أيدي ضباط قسم مكافحة الإرهاب في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة، مشيرا إلى أن الأبحاث تسير في اتجاه كشف أسماء أخرى يربط بها المتهم علاقة. وكان الظنين (أ. ع)، الذي أوقف بتاريخ 26 يوليوز الجاري، ولج إلى المغرب، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، بتاريخ 21 من الشهر نفسه، قادما من ليبيا عبر تونس. وأشار إلى أن الأبحاث الأولية أفادت أن هذا المواطن الفرنسي، الذي سبق له أن قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في المنطقة الأفغانية الباكستانية بعد تجربة مماثلة بالبوسنة، على صلة بمختلف التنظيمات الموالية للقاعدة التي تنشط بمختلف بؤر التوتر، خصوصا بسوريا والعراق. وأوضحت أن المعني بالأمر كان ينشط في صفوف أحد التنظيمات الإرهابية البارزة بسوريا (جبهة النصرة)، حيث كلف بعد المشاركة في عمليات مسلحة، بالعودة إلى فرنسا لاستقطاب وإرسال مقاتلين جدد من أصول فرنسية وعربية لفائدة هذا التنظيم، وكذا تقديم الدعم المادي واللوجيستي اللازم. وأبرزت أن البحث أسفر عن معرفة أن المعني بالأمر التحق، أخيرا، بليبيا، حيث كان على اتصال بقياديي الجماعة الإرهابية (أنصار الشريعة). من جهة أخرى، توقفت المواقع الجهادية عن نشر الفيديوهات ونشر آخر المستجدات عن المقاتلين، في خطوة فسرت على أنها محاولة لتضليل الأجهزة الأمنية التي تستغل هذه المعطيات في مراقبة تحركات المتطرفين وكشف طبيعة العلاقات التي ينسجونها. ويلاحظ، حسب المتتبعين، أن الجماعات المتطرفة تعمل على اعتماد أسلوب "التجنيد المباشر"، بعد أن كانت المراقبة الإلكترونية وراء إفشال مجموعة من المخططات في المهد. وتعيش الأجهزة الأمنية المغربية حالات استنفار قصوى بعد ورود تقارير تشير إلى وجود تهديد إرهابي محتمل، خاصة من طرف الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".