كشف تسريب جديد من داخل مخيمات المحتجزين بتندوف أن الصحراويين، المعنيين بمستقبل الصحراء المغربية، هم من يعيشون في ظروف سيئة جدا، محرومين من كل الحقوق الإنسانية، ومتروكين عرضة لقسوة الطبيعة والجو الحار. وفضح التسجيل الجديد لشباب التغيير، حصلت "المغربية" على نسخة منه، وبثته قناة العيون في نشراتها الإخبارية الأسبوع الماضي، سياسة الميز العنصري التي تعتمدها قيادة البوليساريو ضد الصحراويين المتحدرين من الأقاليم الجنوبية، إذ وضح فيه، شباب التغيير، التركيبة السكانية التي تتكون منها مخيمات المحتجزين الواقعة جنوب غرب الجزائر، والتي، بحسب التسريب الجديد، تتوزع إلى ثلاث طبقات، ويوجد في أعلى الهرم الصحراويون ذوو الأصول الجزائرية، وهم الذين يتوفرون على جميع الحقوق وجميع الوثائق الجزائرية ويتمتعون في الغالب بحقوقهم كجزائريين، وهم النافذون غالبا في قيادة البوليساريو، منهم خديجة حمدي زوجة عبد العزيز المراكشي، والمسماة مريم السالك حمادة التي تتحمل مسؤولية قيادية في البوليساريو، ومحمد لمين ولد البوهالي المشهور ببطشه وجبروته في صفوف الصحراويين المحتجزين. وفي الطبقة الثانية من الهرم السكاني لمخيمات المحتجزين بتندوف يوجد هناك الصحراويون ذوو الأصول الموريتانية، وهم الذين يتحكمون في عصب التجارة وتهريب المساعدات، ويمتلكون استثمارات بنواذيبو ونواكشوط والزويرات، ومنهم المتحكم في توزيع المساعدات الإنسانية بالمخيمات المسمى يحيى البوحبيني. وفي الطبقة الدنيا لسكان المخيمات يوجد الصحراويون المحتجزون، المعنيون بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهم غالبية المستضعفين بالمخيمات، وهم من يجدون أنفسهم وحيدين فوق لظى الرمال الحارقة صيفا حين يغادر ذوي الأصول الأخرى للاستجمام في بلدانهم الأصلية. ويؤكد شباب التغيير الصحراوي، في التسجيل نفسه، أن ذلك الظلم والهوان والاحتقار "بات من الواجب تغييره، لأن نزاع الصحراء لا يهم الفصيلين الجزائري والموريتاني المستفيدين من طول أمده"، مطالبين المجتمع الدولي بالعمل على دعم مطالب ذوي الحقوق الصحراويين. ودعا التسريب الصحراويين المحتجزين إلى الصمود والمقاومة حتى تحقيق المطالب، المتمثلة في إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل يمكنهم من العودة إلى الأقاليم الجنوبية برفقة أهلهم هناك. وأكد شباب التغيير أن "ذوي الأصول الصحراوية المعنيين بالنزاع هم أولى بتقلد مناصب المسؤولية". وسبق لشباب التغيير أن سرب تسجيلا آخر أكد فيه اندلاع الثورة في المخيمات، وأظهر بالملموس أن داخل المخيمات هناك صحراويين ثوارا يناضلون من أجل الحرية والعودة إلى ذويهم بالأقاليم الجنوبية للمملكة. كما نشروا عبر قنوات التواصل الاجتماعي فيديوهات عديدة تبرز مطالبهم، المكتوبة على جدران من طين بالمخيمات، المتمثلة في إسقاط الشرعية عن قيادة البوليساريو والدعوة إلى الاحتجاج ضد القيادة الفاسدة التي تبسط سيطرتها على المحتجزين بالمخيمات.