خصص عبد السلام أحيزون، رئيس المجلس المديري لمجموعة اتصالات المغرب، حيزا مهما للرد على الأخبار الرائجة حول كون المجموعة ترفض اقتسام بنياتها التحتية مع باقي الفاعلين في قطاع الاتصالات. (كرتوش) وأعلن أحيزون أن اتصالات المغرب تحدوها رغبة كبيرة في تقاسم بنياتها التحتية "لكنها تربطها بشروط"،" وكل ما يروج عن كوننا نرفض تقاسم البنيات التي استثمرنا فيها، لا أساس له من الصحة". وأكد أحيزون الذي كان يتحدث في اللقاء الصحفي الذي نظمه مساء أول أمس الاثنين بالرباط، لتقديم النتائج النصف سنوية، من السنة الجارية لاتصالات المغرب، إلى أن النقاش الدائر حول التقسيم الحلقي لبنياتها التحتية مع باقي الفاعلين في القطاع، يقابله سوء فهم كبير يتمثل في عدم الاستجابة لمطالب اتصالات المغرب المتعلقة بضرورة تسخير باقي الفاعلين في القطاع لاستثمارات تعود بالنفع على الجميع، ملمحا إلى وجود فاعل بين باقي الفاعلين بالقطاع" جهز بنيات فرنسا كلها، ولم يستثمر في المغرب، الذي ما يزال خصبا في هذا المجال، على اعتبار وجود مدن جديدة في حاجة إلى بنية تحتية وألياف بصرية وغيرهما من التقنيات المتطورة في قطاع الاتصالات". وشدد أحيزون على أن مجموعة اتصالات المغرب" متفقة على اقتسام بنياتها التحتية، كما أننا مطالبون بهذا الأمر، ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل عادل، وبطريقة اقتصادية ملائمة"، مؤكدا أن رغبة اتصالات المغرب في تقاسم بنياتها التحتية،" تتماشى مع طموحها في التقليص من نفقات الاستثمار في قطاعات تظل عصية على الفاعلين الآخرين وهو ما سيقلص من التكلفة التي تقع على الفاعل الوطني الأول في قطاع الاتصالات بالمغرب. وأعلن أحيزون أنه" من غير المعقول استفادة الفاعلين الاتصالاتيين من بنيات تحتية التهمت استثمارات كبرى من قبل المجموعة دون رغبتها في المغامرة، كما فعلنا نحن، والدفع باستثماراتها لتطوير هذه البنيات تحقيقا لخدمة أفضل وجودة عالية تستجيب لمتطلبات الزبناء في المغرب". وأبرز أحيزون أن مجموعة اتصالات المغرب تواصل استثماراتها في مستويات مرتفعة، مشيرا إلى أن 50 في المائة من مجموع هذه الاستثمارات تهم مشاريع كبرى من قبيل تحديث الشبكات الثابتة (عقد الوصول المتعدد الخدمات "MSAN" والألياف البصرية) الهاتف المحمول (برنامج شبكة النفاذ الإذاعي "RAN"). وأكد أحيزون أن هذه المشاريع التحديثية تسعى لتوفير خدمة ذات جودة أفضل، وكذا معدلات مرتفعة للتدفق (الصبيب) في ما يخص الهاتف الثابت وكذا المحمول، معلنا عن مفاجأة تتعلق بقبول المقنن منح اتصالات المغرب في تسويق خدمة الألياف البصرية للمنازل،" وهو ما سيمكن من تحديث الاستعمال والإبحار في الإنترنيت". وفي ما يتعلق بالجيل الرابع، أعرب أحيزون عن أسفه لتأخر إطلاقه وتوصيل خدمة الألياف البصرية للمنازل، معلنا أن معدل التجهيز بالألياف البصرية في المغرب يبقى في مستوى "ضعيف جدا" يقارب الصفر، وهو ما ينبغي أن يدفع الفاعلين إلى استشراف هذه الخدمة الواعدة والاستثمار أكثر بشكل عادل. وفي ما يتعلق بآفاق سنة 2014، يتوقع أحيزون، "بناء على التطورات الأخيرة للسوق وفي حال عدم وقوع أي حادث استثنائي كبير من شأنه عرقلة نشاط المجموعة، نموا طفيفا في استثماراتها". وقال أحيزون في حديثه عن حصيلة اتصالات المغرب خلال النصف الأول من السنة الجارية إن اتصالات المغرب تواصل تطوير شبكاتها وتعميم الأنترنيت فائق السرعة الثابت والمحمول، في الوقت الذي تؤكد المجموعة أن تحقيق هذه الديناميكية، التي طبعت أنشطة ونمو اتصالات المغرب، قد تمت مواكبتها بقدرات كبيرة في التحكم في التكاليف، ما أتاح للمجموعة الحفاظ على هامش أرباح في مستويات مرتفعة، كما مكنها أيضا من المحافظة على قدراتها الاستثمارية لمجموعة اتصالات المغرب، مضيفا أن النتيجة الصافية للمجموعة ارتفعت إلى 3 ملايير و73 مليون درهم خلال النصف الأول من سنة 2014، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 12،7 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة السابقة، موضحا أن المجموعة حققت رقم أعمال بلغ 14 مليارا و564 مليون درهم خلال هذه الفترة بارتفاع بنسبة 0،7 في المائة مقارنة مع الفصل الأول من سنة 2013. وأعرب عن ارتياحه لكون المجموعة شهدت من جديد نموا في رقم معاملاتها خلال الفصل الأول من السنة الجارية، موضحا أن هذا الأداء يعزى إلى استمرار النمو القوي لإيرادات الأنشطة الدولية (زائد 10،9 في المائة بأسعار صرف ثابتة) ومن خلال انتعاش تدريجي للأنشطة في المغرب التي تسجل انخفاضا محدودا بنسبة 2،4 في المائة. وأشار إلى أن رقم معاملات المجموعة استقر في 7 ملايير و357 مليون درهم خلال الفصل الثاني من السنة بارتفاع بنسبة 1،3 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2013، مبرزا أن عدد زبناء المجموعة بلغ أزيد من 38 مليون زبون نهاية يونيو 2014 بزيادة قدرها 9،2 في المائة خلال سنة، ويعود ذلك إلى ارتفاع حظيرة الهاتف دوليا (زائد 19 في المائة). وبخصوص الدين الصافي للمجموعة، أبرز أحيزون أنه ارتفع إلى 9،6 ملايير درهم عند متم يونيو الماضي، أي بانخفاض بنسبة 0،8 في المائة خلال سنة، بفضل فوائض الموارد المالية، موضحا أن أنشطة اتصالات المغرب حققت محليا، خلال النصف الأول من السنة الجارية، رقم معاملات بلغ 10 ملايير و652 مليون درهم، بانخفاض وصل إلى 2،4 في المائة، ويعود ذلك، بالأساس، إلى نمو ملموس في أنشطة الهاتف الثابت والأنترنيت التي ارتفعت ب5،5 في المائة خلال سنة واحدة. وعلى صعيد تنمية المجموعة دوليا، ذكر أحيزون بأن التوقيع في رابع ماي2014 على اتفاق مع "اتصالات" الإماراتية بهدف اقتناء فروعها الممثلة في بنين وكوت ديفوار والغابون والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى والطوغو، مؤكدا أن هذا الاقتناء سيمكن المجموعة من ولوج مرحلة جديدة في نموها بإفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح أن أنشطة المجموعة على المستوى الدولي سجلت نموا بنسبة 10،7 في المائة في رقم معاملاتها الذي بلغ 4 ملايير و2010 مليون درهم خلال النصف الأول من سنة 2014، مضيفا أن هذا الأداء تحقق بفضل نمو حظيرة الهاتف الثابت ب19 في المائة، مشيرا إلى أن رقم المعاملات بالغابون بلغ 818 مليون درهم نهاية يونيو 2014، بارتفاع بنسبة 17،3 في المائة، محتلا بذلك مقدمة اللائحة الدولية. من جهتها، حققت الأنشطة بموريتانيا رقم معاملات بلغ 785 مليون درهم خلال هذه الفترة، بارتفاع بنسبة 6،4 في المائة، في حين حققت أنشطة بوركينا فاصو رقم معاملات بقيمة 1 مليار و204 ملايين درهم بارتفاع بنسبة 9،9 في المائة، وارتفعت مداخيل أنشطة مالي ب10،7 في المائة خلال النصف الأول من سنة 2014 لتستقر في مليار و449 مليون درهم.