هدد دفاع التلميذتين التوأم سلمى وسمية الأحمدي، باللجوء إلى رئيس المحكمة الإدارية بوجدة، للمطالبة بغرامة، قد تصل إلى 5 آلاف درهم، عن كل يوم تأخير في تنفيذ الحكم الصادر لصالح التلميذتين، القاضي بوقف رسوبهما وذلك في حالة مماطلة وزارة التربية الوطنية ورفضها تنفيذه، والامتناع عن تسليم موكلتيه شهادتي البكالوريا. وكانت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط أيدت، مساء الأربعاء المنصرم، الحكم الابتدائي الصادر عن إدارية وجدة، القاضي بوقف رسوب التلميذتين. وقال مراد زيبوح، محامي التلميذتين، إنه في حال تعنت الوزارة تنفيذ الحكم، سيوجه أيضا شكاية إلى النيابة العامة، بسبب تحقير مقرر قضائي. وأوضح زيبوح أن مفوضا قضائيا توجه، أول أمس الاثنين، إلى وزارة التربية الوطنية، قصد تسليم الوزير، رشيد بلمختار، قرار تنفيذ الحكم، إلا أنه لم يجده، وسلم نسخة من الحكم إلى المكلف بالشؤون القانونية بالوزارة. وأعلن زيبوح أن التفسير القانوني للحكم الصادر لصالح التلميذتين، مفاده الحصول على نقطة مادة الفلسفة التي اتهمتا بالغش فيها، وما يترتب عنها من آثار قانوني، الذي هو إعلان نجاحهما. وشدد الدفاع على أن المحكمة الإدارية بوجدة، أصدرت قرارا شجاعا منصفا للتلميذتين، وجرى تأييده من طرف محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط، في حين تماطلت الإدارة في تنفيذ هذا القرار، مشيدا بالدور البارز الذي أضحى يلعبه القضاء في تصحيح أخطاء الإدارة، خاصة المحاكم الإدارية بالمغرب، وبوجدة على الخصوص. وأعلن دفاع التوأم أنه لم يعد أمام الوزارة أي مبرر لعدم تسليم التلميذتين شهادتي البكالوريا، بعد تأييد الحكم، لتمكينهما من اجتياز مباريات الالتحاق بالمدارس العليا وضمان مقعد لهما فيها، مشيرا إلى أن نقطهما تأهلهما لولوج كلية الطب، أو مدارس الهندسة، وغيرهما، من المدارس التي تتطلب الحصول على نقط جيدة. وأكد مراد زيبوح أن الحكم أثلج صدور التلميذتين، وأعاد إليهما الثقة، وإلى جميع المغاربة، في كون القضاء فوق الجميع، ولا يرضخ للسلطة التنفيذية، مشددا على أنه "لم يعد لوزير التربية الوطنية بعد اليوم أي حجة لأن المحكمة قالت كلمتها الحاسمة في القضية، الأمر الذي يحتم عليه احترام كلمة القضاء". وأبدت التلميذة سمية الأحمدي، في اتصال مع "المغربية"، فرحتها وسعادتها بتأييد الحكم لصالحهما، مؤكدة أن نجاحهما حق مشروع ومستحق، وأن القضاء أعاد إليهما الاعتبار. وطالبت التلميذة سمية وزير التربية الوطنية بالتفاعل مع هذا الحكم، وتمكينها إلى جانب توأمها من شهادتي البكالوريا، قصد السماح لهما بالتسجيل في الأقسام التحضيرية، وأيضا دراسة اللغة الألمانية، تمهيدا لمتابعة دراستهما الجامعية في ألمانيا. وأعلنت سمية تشبثها وأختها ببراءتهما من تهمة الغش، مؤكدة أنهما بذلتا مجهودات جبارة في الإعداد للامتحانات برعاية والديهما، إذ كانتا تواظبان على التهيئ بشكل متواصل إلى أوقات متأخرة من الليل، وطيلة أيام الأسبوع، الأمر الذي مكنهما من تحصيل نقط عالية، تؤكد تفوقهما عن جدارة واستحقاق. وكانت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط أيدت الحكم الابتدائي الصادر عن إدارية وجدة، الذي قضى بإلغاء قرار المصالح الإدارية التابعة لوزارة التربية الوطنية، المتمثل في حرمان التلميذتين التوأم سلمى وسمية من نقطة مادة الفلسفة خلال الدورة العادية للامتحانات البكالوريا، إذ منحتا صفر نقطة بسبب اتهامهما بالغش، وهو ما رفضته التلميذتان وأسرتهما، وأيدتهما في ذلك عدة فعاليات، من بينها أساتذة درسوهما، وأكدوا أن مؤهلاتهما تغنيهما عن الغش، كما استند مؤيدو التوأم إلى النقاط، التي حصلت عليها سلمى وسمية خلال مسارهما الدراسي وامتحان البكالوريا. يذكر أن المحكمة الإدارية بوجدة أجلت، الأسبوع المنصرم، النظر في موضوع الدعوى الثانية التي تقدم بها دفاع التلميذتين التوأم سلمى وسمية الأحمدي، مطالبا بالإلغاء النهائي لقرار اتهامهما بالغش في امتحانات البكالوريا. وأجلت المحكمة النظر في هذه الدعوى إلى يوم 5 غشت المقبل، من أجل منح مهلة لدفاع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية، لتقديم جوابه حول المذكرة التي قدمها دفاع التلميذتين.