شيع سكان مدينة الخميسات، الجمعة الماضي، جنازة مفتش شرطة ممتاز، أحمد المختاري الذي وافته المنية بمستشفى الاختصاصات ابن سيناء بالرباط وذلك بعد تأثره بجراح أصيب بها خلال تدخل أمني لإيقاف متهم في قضية السرقة بالخميسات، بحضور أفراد عائلة الهالك وأسرته في العمل وشخصيات. ونقل جثمان الراحل إلى مقبرة سيدي غريب بعد إقامة صلاة الجنازة بمسجد حي السلام، ليوارى الثرى، في موكب جنائزي مهيب، تقدمه حسن فاتح عامل إقليمالخميسات، وبوشعيب الرميل المدير العام للأمن الوطني ورئيس المنطقة الأمنية الإقليميةبالخميسات والقائد الجهوي للدرك الملكي وقائد القوات المساعدة وعدة شخصيات مدنية وعسكرية والسلطة المحلية والإقليمية وأعضاء المجلس البلدي وهيئات المجتمع المدني. وخلف الحادث أسى وحزنا كبيرين في صفوف رجال الأمن بالمنطقة الأمنية الإقليميةبالخميسات، الذين استحضروا ما يمتاز به المرحوم من سلوك نبيل وخصال حميدة داخل المدينة عامة وعند زملائه خاصة، ويحظى المرحوم باحترام السكان وهو حافظ للقرآن الكريم، وأب لابنين، وكان يعمل قيد حياته بالدائرة الأولى للأمن الخميسات. وفي الأخير، تلى الحضور سورة الفاتحة، ورفعوا أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وأن يحفظ المملكة المغربية وأمنها وشعبها. يشار إلى أن الراحل شهيد الواجب أصيب بطعنة غادرة في ظهره، أثناء إيقافه لمتهم بالسرقة بحي الديور الحمر الأربعاء الماضي، تسببت له في نزيف دموي حاد، نقل إلى إثره إلى المستشفى الإقليميبالخميسات حيث خضع لفحوصات أولية أثبتت خطورة الإصابة، ما استوجب نقله إلى مستشفى ابن سيناء بالرباط، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد استحالة علاجه. وخلف الحادث حزنا عميقا في نفوس زملائه ومعارفه وأفراد أسرته الصغيرة، وفي اتصال هاتفي ل"المغربية" برئيس الدائرة الأمنية الأولى بالخميسات العميد ابراهيم حكيمي، لم يتمالك الأخير نفسه حيث أجهش بالبكاء ولم يقدر على إعطاء المزيد من التفاصيل مكتفيا بقوله إن الهالك كان من خيرة الرجال الذي اشتغل إلى جانبهم بكل إخلاص وتفان. إلى ذلك عبر الناشط الحقوقي المحامي ميلود عبوز، في صفحته على الفايسبوك، عن استنكاره لهذا الحادث الشنيع قائلا "نحن في هذه الحالة ندين هذا الاعتداء الشنيع الذي تعرض له عنصر من رجال الأمن المعروف لدى الرأي العام المحلي، بتفانيه في عمله، ونزاهته واستقامته". يذكر أن الحادث الثاني من نوعه بمدينة الخميسات، حيث سبق أن توفي الراحل مقدم الشرطة حسن زغدود بعد إصابته بطعنة سلاح أبيض بشارع خالد بن الوليد حينما كان عائدا إلى منزله بزيه الرسمي عجلت بوفاته ونسبت مصالح الأمن آنذاك الجريمة لمختل عقليا جرى اعتقاله وإحالته على النيابة العامة بملحقة محكمة الاستئناف بالرباط التي أحالت الملف على قاضي التحقيق، قبل أن تثبت براءته ومازالت الجريمة مسجلة ضد مجهول.