وضعت قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي شكاية لدى وزير الداخلية تتهم فيها مجهولين بإلقاء قنينة غاز خانق "كريموجين" وسط مؤتمري الشبيبة الاتحادية، يوم السبت الماضي ببوزنيقة، أسفرت عن اختناق العديد منهم، فيما نقل بعضهم إلى المستشفى. واتهمت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في تصريح ل"المغربية"، مجهولين بالقيام بإلقاء قنينة غاز خانق "كريموجين" على مؤتمر الشبيبة الاتحادية، المنعقد ببوزنيقة تحت شعار "التزام مع الشباب ضد الرجعية"، مؤكدة أن قنينة "كريموجين" ألقيت من خارج القاعة، التي كانوا يجتمعون فيها. وروت رحاب تفاصيل ما وقع من اعتداء على بعض المؤتمرين بالقول "خلال انتهائنا من تدبير عملية الترشيحات للعضوية داخل اللجنة المركزية والمكتب الوطني ألقيت علينا قنينة "كريموجين" من خارج القاعة"، مستبعدة أن يكون أحد المؤتمرين هو الذي استعملها ضد رفاقه خلال المؤتمر، وأضافت أن "خصوم الاتحاد الاشتراكي هم من ألقوا تلك القنينة، وعلى وزارة الداخلية أن تفتح تحقيقا في الموضوع للعثور على الفاعل ومعرفة الجهة التي استخدمته لحسابها". وقللت رحاب من حجم الصراع داخل المؤتمر، الذي توقفت أشغاله عدة مرات بسبب بعض الصراعات، أبرزها حول حصر لائحة أعضاء اللجنة المركزية وحول تشكيلة المكتب الوطني بعدما غاب التوافق حولهما في ما بين مؤتمري الشبيبة الاتحادية. واعتبرت أن تأخر انعقاد المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية هو الذي كان وراء حدة النقاش والتشنج، وقالت "من الطبيعي أن تكون هناك نقاشات ساخنة بسبب التأخير في انعقاده وبسبب ما يشهده الحزب من نقاش واختلاف في ما بين الاتحاديين حول التوجهات والاختيارات، التي يتعين على الاتحاد الاشتراكي اتباعها على مستوى الساحة السياسية"، مبرزة أن مؤتمر الشبيبة الاتحادية الثامن نجح في استكمال أشغاله بانتخاب أعضاء المكتب الوطني واللجنة المركزية وبالمصادقة على البيان الختامي. من جهته، اعتبر إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد، في تصريح ل"المغربية" أن الشبيبة الاتحادية "حركة اتحادية داخل الحزب، وكانت دوما ضد الاستبداد، وكانت في قلب كل المعارك، وهي الاستمرار الحقيقي للشباب، الذي ناضل سواء من أجل الكفاح الوطني أو ناضل من أجل إحقاق العدالة والمساواة". وتم تأخر انعقاد المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية عن موعده القانوني لما يقارب السنتين، وانطلقت أشغاله السبت الماضي بدون استدعاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر لوسائل الإعلام لتغطية أشغال المؤتمر وفي غياب تام للكاتب الوطني السابق، علي اليازغي، بالإضافة إلى بعض الأعضاء من المكتب الوطني. يشار إلى أن الصراع، الذي شهده المؤتمر، يدخل في إطار الصراع داخل الحزب بين إدريس لشكر وتيار البرلمانيين، وهو الصراع نفسه الذي انتقل، في وقت سابق، إلى الفدرالية الديمقراطية للشغل التي تشكل الذراع النقابي للاتحاد. وحضر المؤتمر 665 مؤتمرا، كلهم تتراوح أعمارهم مابين 16 و30 سنة، وأصغر مؤتمر يقطن بجماعة سيدي الطيبي التابعة لإقليم القنيطرة ويدرس في السنة الأولى جذع مشترك. وشاركت فيه 125 شابة، كما عرف تمثيلية الشباب المغاربة المقيمين بالخارج.