تحظى السينما المغربية بحيز مهم من شبكة برامج رمضان، إذ تعرض القناة الثانية "دوزيم" أربعة أفلام مغربية جديدة من فيلم 'يما' لرشيد الوالي (خاص) وهي "يما" بطولة وإخراج رشيد الوالي، و"سارة" من إخراج وبطولة سعيد الناصري وليلى حديوي، و"زينب زهرة أغمات"، إخراج فريدة بورقية وبطولة فاطيم العياشي، ومحمد خيي، والراحل محمد مجد، و"أندرومان.. من دم وفحم"، إخراج عز العرب العلوي لمحارزي، وبطولة محمد خيي، وجليلة التلمسي. وتتميز هذه الأفلام، التي تعرضها القناة نهاية كل أسبوع، بأنها من أحدث وأنجح الأفلام، التي أنتجتها السينما المغربية في الآونة الأخيرة، كما تتميز هذه الأفلام الأربعة باحتفائها بالمرأة، فإذا كان فيلم "يما" لرشيد الوالي عملا سينمائيا يتناول قضية اضطهاد الرجل للمرأة، ف"أندرومان" لعز العرب العلوي المحارزي رحلة بحث عن الذات (المرأة) في فضاء يعمه الخوف وقسوة الطبيعة والإنسان، أما "زينب زهرة أغمات"، لفريدة بورقية، فيحتفي بشخصية تاريخية مغربية، هي زينب النفزاوية، في حين يبرز فيلم "سارة" لسعيد الناصري معاناة طفلة مشردة في قالب كوميدي هادف. في هذا السياق، يقول رشيد الوالي، في تصريح ل"المغربية"، إنه استلهم موضوع فيلمه "يما" من خلال المقارنة بين أوضاع المرأة المغربية المقيمة بأوروبا، ونظيرتها في المدن المغربية الكبرى والعالم القروي، ليكتشف أن وضعية المرأة في العالم القروي ما زالت متردية، وأنه وجد بعض النساء المغربيات المقيمات في أوروبا، وتحديدا في جزيرة كورسيكا الفرنسية، يعانين الوضع نفسه. ويضيف الوالي "من هنا جاء فيلم "يما"، الذي أردته أن يكون صوت النساء اللواتي لم يستطعن رفع أصواتهن أمام ضغط المجتمع وعنفه، سواء في العالم القروي أو في المهجر، حيث مازالت الجالية المغربية معزولة ومنغلقة، فمعظم العائلات ما زالت تخضع لسلطة الأب ولا صوت للمرأة فوق صوت الرجل". ويسرد فيلم "يما"، الذي حقق نسبة مشاهد مهمة في القاعات السينمائية بتجاوزه 50 ألف مشاهد، إذ استطاع الفوز بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية، حكاية "بوجمعة"، رجل أربعيني يعمل في مجال الإشهار بعيدا عن أهله القابعين في الريف، مع أب متسلط يفرض آراءه على الجميع. أما فيلم "أندرومان.. دم وفحم"، الحائز، أيضا، على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، فيسلط الضوء على القهر الذي تعيشه الأنثى في بعض القبائل، التي مازالت تقدس الذكورة وتغتال حقوق المرأة الطبيعية. ويستعيد فيلم "زينب..زهرة أغمات" لحظات من قصة زينب النفزاوية، زوجة الأمير المرابطي، يوسف بن تاشفين، وينطلق العمل من دافع تسليط الضوء على شخصية نسائية يعترف لها المؤرخون بدور مهم في أعلى هرم السلطة، إبان مرحلة دقيقة من توطيد أركان الدولة المرابطية، ومسارها الشاق من أجل توحيد المغرب، وربط شماله بجنوبه. ويدخل فيلم"سارة"، للممثل والمخرج سعيد الناصري، ضمن خانة الأفلام الكوميدية، التي برع الناصري في تقديمها للسينما المغربية، منذ "عبدو عند الموحدين"، و"الخطاف"، و"ولد الدرب"، و"مروكي في باريس". ويحكي الفيلم قصة سجين سابق ومتشرد، يلعب دوره سعيد الناصيري، يتبنى بطريقة غير شرعية طفلة، يلقنها كل أنواع النصب والاحتيال لمواجهة قسوة الشارع.